وصف الكتاب:
كل ما مضى،كان عبثاً،والآتي لن يكون مختلفاً،هذا الوجود المجهول النسب والتاريخ والمولد،بكل ما فيه من علوم ،فنون،شرائع،ضوابط،قوانين ونواميس معلومة ومجهولة وغيبية،هو ضرب من ضروب العبث،الغياب عن العبث عبث،والبحث عن منزلة بين هاتين المنزلتين ،أيضاً عبث.لا شيء سوي العبث حولني الوجود الى روح وظل اللاجدوى،لذا، كل ما مضى كان عبثاً والآتي لن يختلف ويشد،لن أحاول مجدداً أن أكون خلاف ما كنته،رغم أن الحياة والموت معاًيأمراني بتكرار المحاولة،لكن،لماذا أحاول؟ طالما أن الحياة والموت،صارا وجهين أبديين للعبث هذه ليست وصية.بماذا يوصي من لا يملك شيئاً من نفسه حتي يوصي به لأحدولمن يوصي الأبتر عديم السل والذرية ومن لا يملك من الدنيا بمقدار حفنة تراب؟ هذه ليست وصية،لأنني لا أحب الوعظوالوصايا والإرشاد.لا أحب أن يكون لي تلاميذ وأتباع وأشياع. الشيئ الوحيد الذي لم أندم عليه ،ويزداد تعلقي به وكنت صائباً في اختياره واقترافه،هو الكتابة،منذ بدئي تدوين هذه الأسطر تدوين الأسطر،مبرر وجودي في هذه الحياة صار الكتابةلا شيئ يدفعني أن أعيش له ولأجله سوى الكتابةلا حبيبة أو زوجة أو أولاد.لا قناعات وعقائد،لا ملك لا وطن أو هوية أو انتماءالى عائلة قبيلة أو شعب،لا شيئ سوى الكتابة هل سيكون الله اكثر كرما معي ويمنحي المزيد من العمر حتى أكتب ما تبقى من سيرتي