وصف الكتاب:
لم يتم إطلاع الجميع على الهدف السري للمنظمة بل اقتصر الامر على عدد قليل من المخلصين وأصحاب العزيمة التي لا تلين... إنّ عزازِل فصيل متقدّم يجب أن يسعى شيئاً فشيئاً وبصبر لكي يُمسك تدريجيا بعجلة القيادة والتحكم بالعالم. ياه، كم سوف يزدهر كوكبنا حين سيصبح أبنائي من عزازل قادة العالم! 27حزيران عام 1876. الساعة 2 ضهراً . القسطنطينية: عزيزي لافرينتي، لقد أدهشتني برقيتك بشكل كبير. القصة هي أنّ أنور- أفندي الذي تبدي تُجاهَه اهتمامك الكبير، يقع منذ بعض الوقت في مجال اهتمامي الدقيق أنا أيضاً. يعتبر هذا الشخص المقربّ من مدحت باشا وعبد الحميد، وفق معلومات موثوقة عندي، إحدى الشخصيات المحورية التي تقف وراء المؤامرة الوشيكة في البلاط. يجب أن نتوقع إزاحة السلطان الحالي في أقرب وقت وتنصيب عبد الحميد بدلا منه. عندئذ سوف يصبح أنور- أفندي شخصية هامة جداً وتتمتع بنفوذ لا حدود له بكل تأكيد. فهو ذكي وبارع، وذو ثقافة أوروبية، ويعرف عدداً لا يحصى من اللغات الغربية والشرقية . ولكننا للأسف لا نملك أية معلومات تفصيلية عن سيرة هذا السيّد المثير للفضول. من المعروف أنه يبلغ من العمر حوالي 35 سنه لا أكثر ، وأنه ولد في مكان ما من صربيا أو البوسنة. إنه من أصل غامض وليس له أقرباء وهذا يعتبر في تركيا ميزة حميدة إلى أبعد حد، في حال أصبح أنور وزيراً ذات يوم . أنور –أفندي _ أقرب ما يكون إلى الكاردينال الرمادي في حاشية مدحت باشا، كما أنه عضو