وصف الكتاب:
يضم الكتاب 21 فصلًا بقلم 21 كاتبة، وتحاول الكاتبات تناول الحجاب من كافة الأوجه السياسية، الدينية، التاريخية والاجتماعية. في المقدمة التي أعدها المترجم يشرح ببساطه فحوى الكتاب: "على غير المتوقع، لا يذهب الكتاب في تعامله مع الحجاب إلى التأييد أو المعاداة. إذ لا تقف الكاتبات موقف القابض على الحقيقة دون غيرهن على الكوكب. بل هو بالأحرى يضم أراء ذكية تجعلك مع أول أثر تقرر الالتفات إلى ردود الآخر، ثم تقدره وتحترم اختياراته، فلا تفرض عليه ولا تمنحه، ربما تكتفي في تعاملك معه بتقدير عميق لخبرته وآرائه دون أن يحدث عكس ذلك من حروب تستند إلى أنك أنت الصواب ودونك الخطأ". وترمي الكاتبات في مقالاتهن المهمة إلى التركيز على الحجاب من زاوية الحرية، وهي الأهم في التعامل مع قضايا أخرى كثيرة، إذ اختزلت الحريات في مجتمعات كثيرة في التعامل والحجاب وهل هو فرض أم اختيار.. وهذا ما يسبب دائمًا بلبلة عميقة فى المعسكرين..المؤيد والمعادي. الأهم في هذا الكتاب ليس فقط الثراء الذى يشكله تنوع الخلفيات الثقافية والدينية والاجتماعية للكاتبات واسهاماتهن، وإنما هو ما يرمي إليه من الوقوف على حقيقة دوامة الحجاب، خاصه في الفترة المعاصرة تلك التي تلهي الناس عن مشكلات أهم تعانيها النساء فى مختلف مجتمعات العالم كله. تلك المشكلات أهمها الفقر، التى تتحمل وطأته المرأة في العالم الحديث الذى يدور بين شقى رحى النيوليبرالية الاقتصادية المتوحشة، والتسلط السياسى تحت مظله القدسية الشرعية التى يختصها الرجل لنفسه. تسلط على قيم الأسرة ودور المرأة الذى يشترك فيه الشرق والغرب كمنظومة قمعية يمتد طيفها من العنف الأسري إلى اضطهاد مجتمع الأقلية والشعوب الأصلية في مجالات مختلفة، أبرزها المجالات الثقافية والتمثيل السياسي والحق في التعليم. وفي النهاية؛ نستخلص أن كل ما له علاقة بالمرأة فى المجتمع الشرقي تحديدًا هو خاضع للابتزاز والمزايدة، وكيف أن المجتمع الشرقى تحديدًا وبعد كل ما وصلت اليه المرأة، من مكانة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة، ما زال يختزل فكرته الأولى عن المرأة في زيها، وكيف يضع لهذا الزي دلالات واستنتاجات عميقة من الممكن أن تكون غير صحيحة على الإطلاق. ولقد كان أحد الهموم الشاغلة الذى عبرت عنه الكاتبات في مختلف الفصول هو؛ استغلال الحجاب من أجل أجندات سياسية؛ إذ أسيء استغلال الحجاب من أجل أجندات سياسية، في كثير من المواقع، والمجتمعات والظروف عبر الزمان، ولكن سوء الاستغلال أصبح في الوقت الحالي ذا طابع خبيث فيما يتعلق بالحجاب الإسلامي الذي يراه الغرب تحديًا للحداثة والتنوير العلمانى بل تهديدًا إرهابيًا. وفي الوقت نفسه أصبح الحجاب رمزًا للتضامن الإسلامي والعاطفة المعادية لما هو غربي. المترجم ربيع وهبة، عمل مترجمًا حرًا لفترة طويلة، ترجم خلالها عددًا كبيرًا من الأبحاث والدراسات في مجال علم النفس والفلسفة والاجتماع والسياسة والفلسفة والعلوم . ترجم عدد كبيرًا من الكتب الهامة إلى العربية، منها: "كوكب العشوائيات"، "حل الدوبة الواحدة"،"السلطة والرخاء"، و"المرجع فى علم النفس السياسي".