وصف الكتاب:
بنت ملعونة في العشرين، التقت في الحلم رجلا فأحبته، وصفته بدقة فقالت لها أمها: هذا ما ينطبق تماما على وجه الشيطان أو وجه الغراب. ثم سردت البنت وفصلت الوقائع، قالت إنهما تزوجا في الحلم أيضا، ناما معا في سرير واحد وغطاء واحد، وكان الغطاء ناعما بلون زهري، وعلى وسادة واحدة بيضاء مطرزة بوردة حمراء وقلب، تعرق جسدها وجسده فاختلطت السوائل وتمازجت الروائح، اشتعلت الشفاه بالقبل وتجولت الأصابع في كل موضع: كان أطول حلم في حياتي. قالت البنت: فازدهرت أثناء ذلك على جسدي نباتات كثيرة، وتفجرت ينابيع عذبة، ثم استيقظت.فظهر على وجه أمها الخوف، رأت علامات شؤم في عيني ابنتها، وسمعت نعيقاً يرتطم بجدران البيت فينتج عنه الصدى الذي يشبه العويل على ميت قالت: لا تقصصي رؤياك يا بنت على أحد، فيكيدوا لك، اجعلي هذا الحلم في صرّة وارميها في نهر النسيان. ولم تكن البنت قد خزنت في رأسها ما يكفي من حكايات الخوف، ولم تشاهد سوى أفلام الحب التي تنتهي بوقائع سعيدة، لهذا ..حدثت البنت أختها التي تكبرها بعامين، وهذه همست في أذن زوجها ذات ليلة، كانت عاطفتها متوهجة وهو يحتويها بذراعيه على السرير، قالت له: ولكن لا تذكر شيئا من هذا،حتى يجيء الشاب الذي حلمت به من الباب ويخطبها من أهلها، فيتزوجان في الحقيقة وليس في الأحلام، ويتبادلان السوائل بشرط القانون كما يفعلها الناس، وليس في العتمة كما يفعلها الملعونون.