وصف الكتاب:
من تاريخ أكبر من اسمه إلى تاريخ تبلبَلَ فيه اسمُه. بين بلاد ما بين النهرين، وأسفار تكوينها والعراق وأسفار تلوينه، ثمة كتاب لا ينتهي، كما لو أنه عالم " ألف ليلة وليلة ". عوالم أكبر من أن تستوعبها شهرزاد، وأن يتحمل معها شهريار نفسه سماعها. بين ملحمة " جلجامش " و" برج بابل " و"حدائقها المعلقة " ، والعراق في قرنه الحادي والعشرين، يكاد التاريخ يفقد رشْدَه، تاريخ انفجاري، كما لو أنه يعيش مخاض حياة، لا يعرَف متى تنتهي درب آلامه الكبرى. بين وضعية شعوب، أمم، جاءته من كل فج عميق، رغبة في الإقامة فيه، وخروج منه، كما لو أنه أرض ممسوسة تنال من كل من يقيم فيها، يكون العراق. حيث تكون شجرة قابيله الخاصة: أي ثمار غريبة تطرحها على وقْع ما كان، وما يكون، وما يمكن أن يكون! أمٌّ واحدة هي العراق، سوى أن الذين يريدونها لأنفسهم، كما لو أنها ليست أمَّ أحد، هم هؤلاء الذين يتنافسون على امتلاكها " على امتلاك العراق ". إنهم في موقع الكثرة الوافرة من الأزواج . كيف لأم أن تسجَّل باسم هذه الكثرة الغريبة من الأزواج ؟ أهي نهاية تاريخ، أم رهان على هذه " الأم: الزوجة " لما فيها من الأطايب والمشهيّات؟ بغداد مَن تكون؟ أي مجهول يُخشى منه في انتظارها ؟ أي وعد بأمل مقاوِم بين جنبيْها ؟ لا يدّعي هذا الكتاب أنه رسم شجرة قابيل: القاتل الأول في التاريخ، كما هو المتردد دينياً، وكأنها لا تثمر إلا دماء، وتكبر بالدماء، وما في المشهد من رعب المشاهدة، إنما ما يكون مجالاً أوسع للتأمل، لعزاء روح مكابِدة، هي أرض العراق ومن فيها، لا تعود فيها شجرة قابيل، إلا الشجرة المعهودة بثمارها الباعثة على الحياة، حيث يتلاشى شبح قابيل !