وصف الكتاب:
كيف يكون العيش في ظل زوجة الأب؟ هذا الاسم الذي لا يُرتاح إليه، ليس مجرد وصفة شعرية. إنما صنعة تاريخ، تاريخ يرتد بنا إلى الوراء، كما يتقدم بنا إلى الأمام، حيث تتزاحم العصور، السنين، والوقائع، وتاريخ يرتسم حديثاً، وتاريخ لا يعرَف كيف يكتَب راهناً. إذ ينظَر إلى جغرافية المكان: سوريا، كما هو الجاري في هذا المكان المتشظّي، المنقَسِم على نفسه، على أنها زوجة الأم. ألا ما أبغض زوجة الأب ! إذ يصبح الأب ” السياسي ” نفسه مرفوضاً، يصبح الأبناء أنفسهم غرباء المكان، طريدين ومطارِدين، بمقدار ما يُنظَر إلى المكان المثَقل برهانات التاريخ قديماً وحديثاً، على أنه مسحور هو الآخر، أرض اللعنات. دمشق كما هي بغداد، على التخوم، في الجوار، في تاريخ عاصف. ليس من حدود آمنة، ليس من هواء آمن، ليس من ماء آمن، ليس من تراب آمن فيها. لعلها الخلاصة الأوفر لجغرافية مشدودة إلى شجرة قابيل تتناسب ورعب الجاري في جهاتها. أبناءٌ يتفاهمون فيما بينهم، وتكون لهم أحلام مشتركة، وإذا بهم، وقد ذاقوا من ثمار شجرة قابيل هم بدورهم، ليصبحوا ساعين إلى قتل بعضهم بعضاً، كما لو أنهم ما كانوا أبناء الأمس المشتركين. وفي ظل سلطة تكون في موقع زوجة الأب، حيث الكراهيات تتقاسم المكان الواحد: الجغرافية الواحدة، ماالذي يُتوقّع أن يحصل؟ لا بل ماالذي آل إلى كل ذلك؟ هل يمكن لهذه الجغرافية أن تستعيد وحدة ما لها، وكيف؟ إنه هو الآخر تاريخ، وقراءة في تاريخ: في المدوّن التليد باسمه، وما هو مسجَّل بالخط العريض، وما ينتسب فيه إلى قرننا الحادي والعشرين، قراءة قلقة ومقلقِة على تماس مباشر مع الـ: هذه ” زوجة الأب ” وسؤال المخرج المعلَّق في نهايته !