وصف الكتاب:
شرع السرياليون مطلع عام 1928 في تنظيم جلسات مغلقة،إنْ صحّ القول. نوع من التحقيق على هيئة أحاديث موضوعها قابل للتوسع وبلا قيود،واختاروا لها عنواناً: “بحوث في المسألة الجنسيّة”. حسب علمي،على الأقل،وبالرجوع إلى أرشيفات أندريه بروتون،انعقدت اثنتا عشرة جلسة. وقد انعقدت الجلسة الأخيرة في الأول من آب/أُغسطس من عام 1932.وليس في هذا التاريخ ما يثير المفاجأة.إذا مرّت السريالية بواحدة من أخطر أزماتها الداخليّة.وهي أزمة اتّسمت،لاسيّما،بصدور “بيان السريالية الثاني” عام 1930 لأندريه بروتون وبصدور الكرّاس الهجائي “جثة”الموجّه ضد بروتون نفسه. وكان عام 1932 مسرحاً لحدث له أهمية قصوى:القطيعة مع لوي آراغون. والحال،وبالرغم من هذه الأزمات والقطيعة مع البعض،وبالرغم من أنّ بعضاً من المشاركين الأوائل في جلسات كشف الأسرار هذه،انتقلوا من ذلك التاريخ إمّا إلى حلقات الأخ العدو جورج باتاي أو انخرطوا في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي،لم تستمر وحسب السريالية،بل أنّ بحوثها حول المسألة الجنسيّة قد تواصلت أيضاً!