وصف الكتاب:
لحيته بيضاء وملابسه سوداء، تائه كان في غابة الحياة، وحيد مع ماضيه المَلِيء بالخَيبَات، تترصده ضباع الزمن، دموع السماء تغسل روحه المعذبة قبل جسده المتسخ بدماء قتلاه، لا يرى سوى ظلمة الطريق ولا يشم سوى رائحة اغتصاب أرض الرافدين من عملاء وسراق وقتلة تتابعوا على مَر الزمن في غزواتهم عليه، لم يبك أو يزأر بل ظَلَّ صامتا يحاور أشباح الغربة والشَتات في وطن يراه ينحدر في هاوية أخرى حتى تمكن منه اليَأس الذي جعله يبتلع ألمه بمَرارة ويتفل قهره بحُرْقة. يصيخ السمع لنعيق الغربان المنذر بنَهش لحمه، لكنه لا يخاف ولا يفر من بين نذير شؤم طارده منذ سنين طوال، لا زال يمتلك رباطة جأشه وبصيص أمل في فجر صباح يتمنى أن يراه قبل الرحيل الأبدي عن تربة بلاد السواد. نخلة باسقة تيبست من رضع الغزاة لأثدائها، مرّ بجانبها، ما أن تركها بضع خطوات حتى التفت لها وهو يواسيها.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني