وصف الكتاب:
الحمد للهِ ربِّ الأرض والسماء، خلق آدم، وعلَّمه كل الأسماء، وأسجد له ملائكته، وأسكنه الجنة دار البقاء، وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء؛ فأهبطه إلى دار الابتلاء، وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلَّت رحمته بهم؛ فتوالت الرسل والأنبياء، وما منهم أحدٌ إلا جاء معه بفرقانٍ وضياء، ثم خُتمت الرسالات بالشريعة الغراء، ونزل الفرقان لما في الصدور شفاء؛ فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء، وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء، ونهل من فيض نوره العلماء والحكماء. نحمده- تبارك وتعالى- على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء، ونعوذ بنور وجهه الكريم من جَهد البلاء، ودرك الشقاء، وعضال الداء، وشماتة الأعداء، ونسأله عيش السعداء، وموت الشهدء، وأن يحشرنا مع الصديقين والأصفياء. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء، خلق السماوات والأرض في ستة أيامٍ وكان عرشه على الماء، خلق الخلق، وأجرى الأمور بحكمته، وقسم الأرزاق وفق مشيئته بغير عناء، لا يشغله شأنٌ عن شأنٍ، فكلُّ شيء خُلق بقدر، وكلُّ أمرٍ جرى بقضاء. وأشهد أن سيدنا محمدًا– صلى الله عليه وسلم- خاتم الرسل والأنبياء، وإمام المجاهدين والأتقياء، والشهيد يوم القيامة على الشهداء، صلى الله عليه قديمًا، وكذا الملائكةُ في السماء، وصلى هو في المسجد الأقصى بالرسل والأنبياء، سبح الحصى في كفه بخير الأسماء، وحين ظمىء أصحابه نبع من بين أصابعه الماء، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء، وعلى السائرين على دربه، والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء، ما تعاقب الصباح والمساء، وما دام في الكون ظلمة وضياء.