وصف الكتاب:
بينما أنت ساكن، هاديء، مستقر النفس، تعانق السعادة، أو تغازلها من بعيد.. تسمع أصوات عالية، فتبحث عن الرعد لا تجده، وتهتز الأرض حولك، فتبحث عن الزلزال، فلا تجد للزلزال مكان، وترى عينك لهب النيران يتفجر، فتجري تتفقد البراكين، فلا تعثر على مشهد البركان. ما الذي أصابك فجأة؟ .. تتوالى عليك المصائب من حيث لا تدري، وكل مصيبة هي ألعن من أختها، تكاد تفقد عقلك .. تكاد تسقط من هول ما أصابك، لا تجد المفر.. وبين هذا وذاك .. تتمسك بالبقاء، تقاوم ما أنت فيه، تهدأ قليلا.. تعطي لعقلك شارة القيادة، ليتحكم وحده في ما أصابك.. تغمض العين عن الناس، وتصم الأذن عن كلام الناس، وتتجاهلهم في الذهاب والإياب.. وفجأة.. تنطفيء ألسنة اللهب، وتسكن الأصوات، وتتوقف الأرض عن الاهتزاز، وتبتسم لك الدنيا.. وتشعر كأن أرق الكائنات يقول لك.. قد تم حل مشكلتك بنجاح .. شكرا لصبرك.. هكذا هي الحياة .. تبتسم لمن يتريث، ويصبر، ويفكر، ويتجاهل كلام الناس.. سيد داود المطعني.