وصف الكتاب:
بعد ما يقارب الخمس سنوات من البحث والدراسة، تمكن الخبير في علم المخطوطات عبد اللطيف أبو هاشم، من قطاع غزة، من صياغة أحد أهم المراجع التي توثق تاريخ مدينة غزة في العهد العثماني في كتاب أسماه "غزة العثمانية". فقد حقق ودرس، بجهد فردي، مخطوطة عثمانية، تجاوز عمرها 160 عاما، لسجل محكمة غزة الشرعية بين عامي 1856 ـ 1860، ليرسم لوحة للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في غزة في نهاية عهد الدولة العثمانية، بمخطوطة تحمل في طياتها 1700 وثيقة. وتحوي المخطوطة مئات القضايا والأوامر السلطانية لحكام غزة، وعقود البيع والشراء ومعاملات الزواج والطلاق والمواريث والوقف، التي مكنت أبو هاشم من الكشف عن حقائق جمة خلال دراسته لها. بدأ مشوار أبو هاشم الذي يشغل مدير دائرة المخطوطات والمكتبات والآثار لدى وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية الفلسطينية، حين قرأ وتعرف على المخطوطة عام 1986 في دراسة للمؤرخ السوري عبد الكريم رافق. ونجح خلال مراسلات رسمية في الحصول على نسخة مصورة منها، بعدما انتقلت من غزة إلى سورية عام 1860. ويقول " كان من الصعب علي قرأتها بعد إحضار نسخة مصورة ؛ بسبب تلف بعض أوراقها بفعل عوامل الزمن، إضافة إلى أن بعض مصطلحاتها التي كتبت بلهجات محلية ما بين اللغة العربية والتركية غير مفهومة للقارئ العادي". وتوج أبو هاشم خمس سنوات من دراسته لتلك المخطوطة، بكتاب "غزة العثمانية " الذي صدر باسمه مؤخرا، متضمنا نصوص وثائق المخطوطة وخلاصة دراسته لها. ويضيف أبو هاشم" يعد كتاب غزة العثماني مكملا لأهم مصادر تاريخ مدينة غزة، فهو يثبت نسب أصول 1700 عائلة فلسطينية من غزة وخارجها". ويشير إلى أنه من خلال دراسته يدحض مزاعم إسرائيل التي تقول أن أرض فلسطين كانت بلا شعب، ويثبت أن فلسطين كانت أرضا تضج بالحركة والحياة. ويوضح أبو هاشم أنه وثق خلال كتابة جميع أسماء العائلات الموجود في غزة قبل الحرب العالمية الأولى، إلى جانب أسماء وأنواع العملات المستخدمة في هذه الفترة. وبحسب أبو هاشم فإن الكتاب يوثق أيضا أبرز السلع التي كانت متداولة في غزة، وحركة التجارة بينها وبين مختلف الدول. وكان من أبرز ما توصل إليه أبو هاشم هو الألفة الدينية التي كانت تسود بين مختلف الأعراق والديانات من سكان مدينة غزة. وينوه أن الكتاب سيشكل مرجعا مهما للباحثين لإجراء دراسات اجتماعية واقتصادية وسياسية حول غزة في العهد العثماني.