وصف الكتاب:
الرواية تحكي عن رحلة المصوّر الفوتوغرافي ألماني الأصل أحمد نوراني كراوْزِن إلى الجنوب المصري في تسعينات القرن الماضي.. وكيف غيّرت رحلاته الجنوبية من نظرته للحياة.. وتقارن الرواية على طول الخط بينه وبين طائر اللقلق في رحلاته الدائمة إلى الجنوب بحثًا عن الدفئة. وتصوّر الرواية حالة تشظي الذات بين عالمين مختلفين "شمال/ جنوب" وتحولها إلى هوية إشكالية. زمن الرواية عشرة أيام مدّة معرض الصور الذي نظّمه بطلُ الرواية بساقية الصاوي في أبريل عام 2008. رُصّت الصورُ في أربع صالات رئيسيّة في المعرض، وكذلك قُسّمتْ فصولُ الرواية.. يسردُ البطلُ حكايات تحتويها الصور عن رحلته إلى الجنوب.. ويرجع بالذاكرة إلى عشرين عامًا زمن الرحلة.. إلى القاهرة.. أسوان.. الوادي الجديد.. إسطنبول.. المجر.. بريطانيا.. فرنسا.. ألمانيا.. الدنمارك.. إيطاليا.. وغيرها من الأماكن التي سجّلها الراوي بقلبه قبل عدسته.. من أجواء الرواية: "كنت أستغرب ذلك الطائر الكبير يترك أعشاشه وبيضًا لم يفقس ثم يهاجر إلى الجنوب.. وتساءلت حينها لماذا يقترن الرحيل بالحزن؟ ولماذا يترك طائر اللقلق عشّه ويرحل؟ أقنعتني مراقبتي لهجرة اللقلق أن أرتحل جنوبًا بحثًا عن إجابة.. في إجازتي كنت دائم السفر إلى الجنوب الأوروبي القريب.. ورأيت كيف أن التوغل جنوبًا يزيدُ من حيرتي.. فاللقلق الذي ذهبتُ خلفه تركني وعبر البحر.. كنت أطارده كالمجنون في البلدان الأوربية كل خريف.. وفي إيطاليا رأيته ينضمّ إلى رفاقه المهاجرين يحلّق في سماء زرقاء وقد انتظموا كحبّات لؤلؤ في عقد كبير ينفرط.. وراقبت فرحته وهو ينظر بعينين لامعتين صوب الجنوب.. وسمعته ينشد أغنية ملأت بناياتٍ رومانية عتيقة.. وفي تلك اللحظة احمرّ وجهي وأُرهقت عيني تتابع العقدَ يتضاءلُ حجمُه ويذوب في سماء باهتة الزرقة حتّى غاب في الأفق."