وصف الكتاب:
بأسلوب شيق استطاع الكاتب أن يجذب القاريء للغة رشيقة في السرد عذبة الألفاظ حيث يقول الراوى: كل شئ غريب، إلا أحاسيسي الشاردة في الإفق، وقطرات الماء الكثيفة الساقطة خلف زجاج نافذتي. لكل مطر زمنه وأحاسيسه، عندما كان المطر يتساقط ونحن صغار، كنا نخرج فرحين نركض بين حقول النخيل في قريتنا، نغني : (مطر.. مطر عاصي.. طول شعر راسي.. راسي بالمدينة.. يأكل حبة وتينه) كان سقوط المطر يبشر بالخير القادم، فيعم الفرح الجميع.... عندما كبرت وذهبت إلى بغداد للدراسة، كنت أقضي الساعات الماطرة في المقهى البرازيلي.. أرتشف القهوة هناك، وأضع كراس محاضراتي أمامي، أستمتع بمنظر المطر عبر زجاج النافذة وأسترجع عبق التاريخ من خلال شناشيل شارع الرشيد. أحيانا أذهب الى مقهى السيدة أم كلثوم قرب ساحة الميدان وأستمع الى أغنية (فات الميعاد) وأنا أرشف الشاي البغدادي الاصيل، فيهتز بدني طربا، عندما تصل السيدة الى (ستائر النسيان.. نزلت بألها زمان) .