وصف الكتاب:
في الترجمة الأدبية؛ هناك نوع مهم من تأويل الترجمة، وهو الذي يأخذ شكل الكتب التي تعالج ترجمات أدبية بصورة تطبيقية، فمن الممكن أن تخصص رسائل جامعية أو كتاب بأكمله لتأويل ترجمة أدبية واحدة، أو عدة ترجمات أدبي، كما يخصص الباحث كتاب لتأويل الترجمات العربية لقصص كافكا، أو مسرحيات شكسبير، أو روايات دوستويفسكي، أو لتأويل الترجمات العربية لمسرحية غوتة "فاوست" مثلاً، تتم على الصعيد الدلالي والجمالي والتأويلي. والذي يهمنا في هذا المقام تخصص الترجمة المستوى الدلالي، "التأويلي" أو المعنى، وعلى هذا الصعيد يستطيع الناقد أن يدرس مدى تقيد الترجمة بمعاني النص الأجنبي، وتمكنه من نقل تلك المعاني إلى لغة الهدف بأمانة ودقة، ولكن من المعروف إن الدقة والأمانة في ترجمة المعاني مسألة نسبية، مما يعني أن تحقيق التناظر الدلالي الكامل بين الترجمة والأصل أمر نسبي أيضاً ومع ذلك لا بد من التفريق. أما المستوى الأسلوبي والجمالي، فهو أكثر المستويات إشكالية، إن تحقيق التناظر على هذا الصعيد أمر صعب تصوره، وذلك لما بين اللغات والآداب من إختلافات كبيرة في التقاليد الأسلوبية والجمالية، وبالطبع فإن مشكلات هذا النوع من التناظر تختلف بإختلاف الجنس الأدبي للعمل المترجم، فمشكلات التناظر الأسلوبي والجمالي في ترجمة النصوص الشعرية الغنائية الوجدانية، تتعلق بصورة رئيسية بمسائل الأوزان الشعرية وموسيقى الشعر والقافية والإنزياح في اللغة الشعرية، والطاقات الإيحائية والتعبيرية للمفردات، والتعابير والتراكيب والمجازات والصور البيانية والفنية. وهذه المشكلات كبيرة إلى درجة تسوغ القول بأن هذا النوع من النصوص الأدبية عصي على الترجمة.