وصف الكتاب:
في “حدائق هاملت” يختار نوري الجرّاح شخصية هاملت المركبة ليكتب دراما شعرية تخصّه هو وحده، ليقف على الخراب الذي حلّ بالعالم، وليقف عند معنى الشعر وإمكاناته للتحرر عبر الانطلاق من صورة أو رمزية معروفة إلى فضاء لا حدود له. جاء في تقديم الناقد السوري خلدون الشمعة للكتاب “يحاول الناقد في دراسته للديوان اختبار نوعين من الحركة كل منهما يتجه في اتجاه معاكس للآخر: حركة ترصد تقدّم نصّ “حدائق هاملت” تجاه النص الشكسبيري بثرائه ولغته واستعاراته، وحركة معاكسة تحاول الكشف عن أسلوب الشاعر نوري الجرّاح وطرائق اشتغاله الفني لاستدراج النص المرجعي الدرامي إلى مدارات الكتابة الشعرية المعاصرة”، مشيراً إلى أنه “لا شك عندي أن هذا الضرب من النقد المفتوح على “حدائق هاملت” سيجعل قارئ الديوان أشدّ تذوقاً لتجربة شعرية حداثية بامتياز”. ويضيف: “الديوان إذن لا يحاكي النص الشكسبيري، بل يستخدم الإلماعات التي تشير إليه كما تستدعيها الذاكرة. وقد سبق أن كتب الشاعر الحداثي الاميركي ارتشيبالد ماكليش مسرحية عنوانه: “هاملت ارتشيبالد ماكليش”، قام فيها بإعادة تأويل لنص مسرحية “هاملت” على ضوء رؤيته السلبية القاتمة للحياة. غير أن نوري الجراح لا يحاول كتابة نص مسرحي بعد إخضاعه لعملية تأويل، على غرار ما فعل ماكليش، بل يستدعي الشخصيات والمواقف في مسرحية شكسبير كإلماعات صارت من قبيل المأثورات الإنسانية ثم يستخدمها استخداماً وَسْلياً (نسبة إلى وسيلة). وبهذا المعنى تظلُّ أنا الشاعر أناه نفسها رغم تماهيها مع ما توحيه الإلماعات المستدعاة من نص خارجي”.