وصف الكتاب:
في هذه الرِّواية، التي لم يُكتب كمثلِها كِتاب، في عصرٍ جُمعت فيه الأضداد، وعمَّ فيه الظُّلم والاستبداد، يبني الروائي زياد عبدالله صرحاً سرديّاً بديعَ التأليف، عن سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)، وهو تاريخُ أحداثٍ جِسام، حدَثت في ماضٍ يستدعي حاضرُهُ مستقبلَ الأيام، كأنَّنا بصددِ أسطورةٍ، وما هي بأسطورة، لكنَّها دون شكٍّ روايةٌ تشرع أبواب الواقعِ على مِصراعيها، في مواجهةِ لحظتنا التاريخية الفارقة، بكلِّ ما فيها من مآسٍ وحروبٍ وخرابٍ إنساني يتهاوى ليأتي على الأرض وساكنيها، ويتعالى فيُدمِّرُ سماءً لا خلاص فيها، وبينَ الاثنتيْن، نقفُ على مخلفة التقوى والإيمان، بشرائعها وكتابها المُقدَّس، وحروبها وانتصاراتها وهزائمها. ونحن بصددِ كتابةِ هذا التَّقديم، لا بدَّ وأن نقفَ على شيءٍ ممّا جاء في مُستهلِّ الرواية، حيثُ خَطَّ كاتبٌ اسمه زياد يُتبعُ بـ عبدالله، ما يلي: «... إنها حكايةٌ ملؤها السير، منهم من سبق بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومنهم من لحق، فشهدوا الوقائع والأخبار، واستخلصوا عظائم القصص والأحداث. منهم من ظهر وأظهر، ومنهم من غاب وغيّب، والشيخ الجليل ملمّع القدور وقارع الطناجر يبشِّر بالنبأ العظيم، يقرع الطناجر مستقدماً الآتي، وهو يرى أوبة سيد الأسياد بحر بن إياب، والذي لولاه لما كان كلُّ ما كان، وما اقتطع من بحره بحيرة الانكشاري ولا جاء مؤتمن الغياب ولا رفرفت رايات مخلفة التقوى والإيمان.