وصف الكتاب:
تعتقد صديقتي أنّ الكتابة عن شيءٍ ما) خصوصاً إذا ما تكرّر الأمر( قد تؤدّي بها لا إلى أن تكتسب صفاته وحسب، بل ربّما استيقظتْ ذات يوم لتجد نفسها وقد أصبحتْ هذا الشيء نفسه.. نفسه تماماً.. وكما هو.. تقول إنّها عايشت هذه التجربة أكثر من مرّة. كتبت قصّةً عن سائق قطار، فلاحظت بعد أيّامٍ وهي تخرج من المنزل إلى الشارع أنّها كانت تنفث من فمها دخاناً أبيض. قلت لها إنّ هذا الدخان هو مجرّد بخارٍ بتأثير برودة الجوّ، لكنّها رفضت هذا التفسير الساذج، مؤكّدةً أنّها كانت ستقبل به لولا أنّ عينيها، في الليل خصوصاً، كانتا تبرقان كأضواء القطار. معها حقّ. لاحظتُ ذلك بالفعل. يضاف إلى هذا أنّها كانت طيلة الوقت تشعر بارتفاع حرارة جسدها إلى حدّ الغليان.. - لا.. ليست حمّى.. أنا متأكّدة من ذلك.. بقيت صديقتي قطاراً فترةً من الوقت، ثمّ تحوّلت إلى صبّارةٍ بعد قصّةٍ كتبتْها متأثّرةً بفيلمٍ أمريكيٍّ قديمٍ عن رعاة البقر. لم تعد تشرب الماء إلّا نادراً، كما أنّ الزغب الناعم حول فرجها أصبح قاسياً وخشناً كالشوك.. ثمّ استيقظت ذات صباح فوجدت نفسها سمكة. كان ذلك بعد أن انتهت من كتابة قصّةٍ عن قبلةٍ أولى لفتاةٍ في العشرين من عمرها. سُئِلتْ عن العلاقة بن القبلة والسمكة، فأجابت: - لا أعرف بالضبط.. ربّما لأنّ فم الفتاة في القصّة كان يشبه فم السمكة. أو لأنّ الفتاة حلمت في الليلة نفسها بأنّها عالقةٌ في شبكة.. أمّا الأعراض التي تؤكّد أنّها أصبحت سمكةً فكانت كثيرةً كما قالت. لم أصدّق شيئاً ممّا ذكرتْه باستثناء لزوجة جسدها التي بدت لي غير مألوفة. جلدٌ ناعمٌ وصقيل. وكان يلتمع كما لو أنّها خارجةٌ لتوّها من البحر..