وصف الكتاب:
حكى القرآن الكريم في مواضع كثيرة من آياته، محطّات من حياة الأنبياء عليهم السلام وسيرتهم التبليغيّة, ممّا لم يكن للناس علم بها: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾[2]، أو كانوا منها على سمع منحرف عن الواقع الذي كانت عليه: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[3], فقدّمها القرآن الكريم بالحقّ، مصدِّقة لما جاء في الكتب السماويّة السابقة، ومحمَّلة بالدروس والعِبَر وبيّنات الهداية، لكلّ مَنْ كان له عقل متأمِّل مُعتَبِر، ولم يكنْ إيراده لها للتسلية والترويح عن الأنفس، بل لهداية الناس إلى سُنن الهداية الإلهيّة التكوينيّة والتشريعيّة، الجارية في أنبيائه عليهم السلام وأقوامهم، والتي تجري فيهم، وستجري فيمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة، وفي ذلك رحمة لهم من ربّهم، لا يتعرّض لنفحاتها، ولا ينتفع بها، إلّا من آمن بالقرآن، وسكنت تعاليمه في قلبه، ووقف عند حدوده ومواعظه وزواجره[4].