وصف الكتاب:
بضع وعشرون عامًا مروا أمامي كلحيظات وأنا جالسٌ بجواره على فِراشه وقد افترشتُ الأرض واستندت بمرفقي على طرف السرير وكان ذلك قبيل وفاته بسويعات، بضع وعشرون عامًا صرتُ فيهم رجلاً كبيرًا تجاوَز الأربعين.. هممت بأن أستدعي له الطبيب فنهاني قائلاً: - خليك يا ابن نصيبين.. طال الانتظار والقلب على شوقة.. خليني أروحله بقى.. رددت في لهفة: - يا سيدنا.. اللقا بإذن وأوان.. رد مبتسمًا: - يا عبيط.. لو العشاق استنوا الإذن باللُّقا.. ماكانش قلب في الكون رضي ولا بردت ناره.. حلاوة العشق.. سرقة النظر.. النظر بعين القلب أبعد م النظر بعين الجفن يا ابن نصيبين.. - يعني آن الأوان؟ - ده مطلوبي ولو حَنّ عليا بالإذن.. يحصل المراد ما بين الكاف والنون. - حاعمل إيه من بعدك؟ - كمل الترحال يا ابن نصيبين.. - صعب الترحال من غير رفاقي.. - لو تشوفه بعين القلب حيكون معاك أجمل ونيس.. لساك يا مسكين جاهل.. - علِّمني.. لسه حاتعلم لحد آخر ساعة..