وصف الكتاب:
"حاول كتم ضحكته حتى لا ينظر إليه المارة، كان يود أن يذهب إلى الكنيسة أولًا ليصلي شاكرًا للرب، ولكن شوقه لرؤية ابنه -الذي وهبه الرب له بعد سنين طويلة من الاستجداء والوجع- دفعه للتوجه ناحية باب العمارة أولاً.. صعد الدرجات بلهفة غير طبيعية حتى وصل إلى باب الشقة المفتوح، وبالداخل وجد بعض النسوة، منهن من نساء العائلة، وأخريات جارات مقربات، ولكنه لاحظ وجوم وجوههن قليلاً.. تنقل بين وجوههن الواجمة والتي تهرب من مواجهة عينيه.. خطوات بطيئة مترددة تبدلت معها ملامح وجهه، حتى وصل إلى (حمدية) الداية، التي قالت في عبوس: - مبروك يا أستاذ جاد.. لم يكن يفهم للوهلة الأولى الإحساس الذي راوده فور أن وقعت عيناه على وجه طفله.. تسمرت عيناه على ملامحه.. وتهدج قلبه وتكسرت معه الطموحات والأماني دفعة واحدة وهو يسير بخطى بطيئة نحو زوجته الراقدة على سريرها، لم يرفع نظره عن وليده.. بينما يقول في هدوء سره الإيمان: - الرب أراد يا ماري، وهانسلّم لإرادته.."