وصف الكتاب:
مع كل إشراقة صباح ليوم جديد، يكون لك الحق فى الإختيار.. ومع كل إختيار لك، ستكتشف نفسك.. فهل تعتقد بأنك طيب؟ لن تعرف حتى تعفو حين يكون فى مقدرتك الإنتقام.. وهل تعتقد بأنك شريف؟ لن تعرف حتى تُزين لك الخيانة فلا تخون.. وهل تعتقد بأنك كريم؟ لن تعرف حتى تُعطى محتاجا ما أنت فى أشد الحاجة إليه.. وماذا عن إيمانك؟ فهل تعتقد بأنك مؤمن؟ لن تعرف حتى تتشكك، فتلجأ إلى الله مستجيراً.. فمن أنت؟ أنت هو الكذبة التى قررت أن تتلوها على الناس، أو منعت نفسك عنها حتى لو فيها نجاتك! أنت هو الخير والشر، ممثلا فى إختيارك الحر.. أنت هو من تعانى وتتألم، ويُسحق قلبك دون رحمة، فتتحول بإرادتك إما إلى شخص قاسٍ متحجر المشاعر لا يرى سوى نفسه، وإما إلى كتلة من الرحمة والشفقة لأنك عرفت إحساس الألم، فأصبحت تشعر به مع غيرك.. أنت هو الحياة اليوم والموت غداً.. أنت هو التفاؤل واليأس، والجرأة والخوف، والقوة والضعف، والكرم والبخل، والوفاء والخيانة.. أنت العالم، وبك كل المتناقضات.. فلا تفتخر بأخلاقك ما لم تُختبر بعد، وما لم تتعارض ومصالحك، وحتى إن عبرت إختباراتك بنجاح فتواضع، لأن بذرة كل شر منذ بدء الخليقة كانت وليدة الكِبر "بكسر الكاف وتسكين اللام".. ومع كل إشراقة شمس لليوم الجديد.. الذى كان بالأمس مستقبلا سيكون حاضرا، والحاضر سيصبح بعد دقائق ماضيا، وما بين الحاضر والماضى والمستقبل ستستيقظ يوما وأنت تسأل نفسك، هل كانت تستحق؟ حب أم كراهية، حزن أم فرح، كبرياء أم ذل، قسوة أم رحمة، رضا أم سخط، كذب أم صدق، السلام أم الحرب.. فلكل منا طاقتي بناء وهدم، يرقدان هناك فى أقصى أعماقه إنتظارا لأوامره.. إنها حياتك .. وهو إختيارك..