وصف الكتاب:
قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا التي نعرفها اليوم تقع جزيرة إيونا الصغيرة، الأرض البارزة المعشوشبة ذات الشواطئ بيضاء الرمال المطلّة على بحر الشمال. اليوم هي مكانٌ للتأمل في هدوء، يزورها على استحياء مجموعات سياحية أو أطفال مدرسة يهيمون بين أنقاضها الساحرة. ولكن حتى بالنسبة للمطلعين، فإنه من السهل أن ينسوا أن تلك الشواطئ المثالية كانت مسرح أحداث عنفٍ لا وصف لها. يُعدّ دير إيونا القلب الرمزي للمسيحية الاسكتلندية، أحد أقدم وأهم المراكز الدينية في أوروبا الغربية. أسسه الراهب الأيرلندي كولومبا في القرن السادس الميلادي وأصبح محطة انتشار الدين عبر اسكتلندا. جاء الرهبان في القرون الأولى باحثين عن العزلة في غياهب المحيط الأطلنطي، وبنوا أكواخًا حجرية على شكل خلايا النحل حتى يتسنى لهم التفرغ لعباداتهم والالتزام بالكفاف والطاعة. ولكن المجتمع الصغير أصبح بمرور الوقت موقعًا بارزًا للحج ومركزًا عظيمًا للتعلم في العصور الوسطى. تحوّل إلى مدرسةٍ لتدريب الرهبان وتضمن غرفًا خاصة (مناسخ) لنسخ المخطوطات، فصدّرت أعمالًا أدبية ذائعة الصيت إلى أوروبا بأركانها. من ضمن المخطوطات العُمدة «كتاب كيلز» وهو عبارة عن مجموعة تنويرية للأناجيل الأربعة التي قال عنها معاصروها الأيرلنديون إنها أثمن ما في العالم الغربي.