وصف الكتاب:
ظاهرة التحرش الإلكتروني، من الظواهر التي برزت بشكل لافت في الآونة الأخيرة ضمن عصر الاتصالات الإلكترونية وخدماته المختلفة، حيث وجد متعهدو نشر السلوكيات السلبية في وسائط التقنيات الحديثة، أدوات فاعلة لإيذاء وإزعاج الآخرين سواء من أجل التسلية العبثية أو لتحقيق أغراضهم الخاصة في عالم الانحراف والجريمة، كما تعد ظاهرة التحرش الإلكتروني، ظاهرة عالمية يخطئ من يظن أنها تخص الغرب وحسب، فالإنترنت كما هو في كل مكان واستخداماته واحدة، الإيجابية منها والسلبية، وإذا كانت بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة قد أدركت مدى خطورة هذه الظاهرة، فإن القوانين وحدها أثبتت فشلها الذريع في انحصار مثل هذا السلوك الإلكتروني، ولا يزال نحو من ثلاثين بالمائة من الطلبة الأميركيين يعانون التحرش بهم إلكترونيًا، برغم القوانين الحادة التي تؤكد عدم قانونية مثل ذلك الفعل(() تم زيارة الموقع يوم الجمعة الموافق 21/4/2017م، في تمام الساعة الثانية ظهرًا.). يصنف الخبراء التحرش الإلكتروني، بأنه تلك الظاهرة الناتجة عن الاستخدام المستمر لوسائل التكنولوجيا، والتي تتأطر في أشكال عدة؛ كالهاتف والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى هواتف «الآي فون» المحمولة، والتي أتاحت للمراهقين نشر قصص الإيذاء البدني أو النفسي التي يعيشونها، وتبادل آراءهم في هذه القصص، وكذلك المنتديات الخاصة بنشر الثقافة الجنسية والمواقع الإباحية التي تساعد على الانحراف، وغيرها من المواقع والمنتديات التي تسعى لإثارة الغرائز عن طريق الصور التعريفية أو المشاركات الصريحة والمبطنة، والتي تستهدف الفتيات والأطفال وكذلك بعض الرجال(() تم زيارة الموقع يوم الجمعة الموافق 21/4/2017م، في تمام الساعة الثانية ظهرًا.). وعلى ذلك يعاني كثير من مستخدمي الأجهزة الإلكترونية الموصولة بشبكة الأنترنت من تعرّضهم لأشكال مختلفة من المضايقات، بدءًا من الإلحاح بالتعارف من أشخاص لا يعرفونهم، أو تعرّضهم للملاحقة والتعقّب من جانب آخرين ممن لديهم خلافات شخصية معهم، أو من خصومهم السياسيين، أو التعقّب من الجهات الأمنية. قد يتعرّض المرء للتحرّش من أشخاص معروفين له أو من مجهولي الهوية. ونعرض فيما يأتي الحالة التي يكون فيها المتحرّشون غير معروفين من ضحاياهم. يُعرف التحرّش الإلكتروني. (بأنه استخدام الوسائل الإلكترونية وشبكة الأنترنت في إزعاج الآخرين أو إيذائهم). ويعرّف قانونياً (بأنه استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جانب فرد أو مجموعة في إيذاء الآخرين في شكل متعمّد). وتشمل أشكال هذا التحرّش، ملاحقة الآخرين أو التشهير بهم، كتوجيه الرسائل التي تحتوي على مواد تسبب الإزعاج للمتلقي، سواء كانت تلميحاً إلى الرغبة بالتعرف إلى المتلقي، لأهداف جنسية، أم كانت تحتوي على عبارات أم شتائم، أو نشر صور الشخص من دون علمه، أو التهديد والابتزاز، أو الملاحقة والتجسس، أو التتبع بالتعليقات المسيئة، أو التشهير بالشخص عبر وسائل إلكترونية مختلفة، أو انتحال شخصيته بتزوير البريد الإلكتروني أو انتحال الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.