وصف الكتاب:
اولاً: التعريف بموضوع البحث الجريمة ظاهرة اجتماعية قديمة ظهرت بظهور المجتمع وتطورت بتطوره ومن اهم صورها جريمة قطع الطريق وجريمة القرصنة البحرية والجريمة تتأثر بثقافة وتأريخ الشعوب، لقد ازداد الاجرام ضرراً وتنوعت مظاهره في الحقبة المعاصرة في كل انحاء العالم، حيث سعت المجتمعات الى مكافحته والحد من انتشاره بهدف نشر الامن والطمأنينة في نفوس ابنائها، وقد ارتبطت طريقة ارتكاب الجريمة مع تطور العصر وتقدمه، حيث كانت الجريمة ترتكب في العصور البدائية بوسائل تقليدية ولكن تقدم وتطور ورقي المجتمع في شتى مجالات العلم والتكنولوجيا قد شهد ظهور نمط جديد من الاجرام الخطير اطلق عليه الجريمة المنظمة وساد هذا النمط من الاجرام في الدول المتقدمة وبدأ نشاطه يستفحل في المجتمعات كافة دون ان تقف الحدود الاقليمية عائقاً امام نشاطه. وتعتبر الجريمة المنظمة من اكثر المشاكل الامنية خطورة حيث تهدد استقرار العلاقات الدولية والامن الداخلي للدول والمجتمعات واستنزافها للموارد الاقتصادية للدول التي ترتكب فيها فضلاً عن اثارها الخطيرة والمدمرة للبيئة بما تمارسه عصابات الجريمة المنظمة من تأثير على الحياة السياسية والادارة الحكومية والسلطات القضائية ووسائل الاعلام. اذ لا يسلم مجتمع من المجتمعات من انشطتها طالما ان المنظمات الاجرامية التي تمارس تلك الانشطة تهدف الى تحقيق اقصى قدر من الارباح وباقل المخاطر الممكنة التي قد تتعرض لها نتيجة تنفيذ القوانين ولظاهرة العولمة اثراً كبيراً في انتشار الجريمة المنظمة وامتدادها على نطاق واسع بحيث اصبح العالم كانه قرية صغيرة مما ادى الى امتداد ظاهرة العولمة الى الدوائر الاجرامية من خلال الاسلوب المنظم للجريمة وارتكابها من المؤسسات الاجرامية التي تعتمد المنهج العلمي في ادارة اعمالها تماماً كما تنتهجه المؤسسات المشروعة. وبسبب التقدم التكنولوجي الهائل الذي اجتاح العالم ساعد على ظهور انماط جديدة من الجرائم على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي ومن اهم هذه الجرائم الجريمة المنظمة عبر الوطنية وبذل المجتمع الدولي جهوداً حثيثة لمكافحتها والحد من مخاطرها ولعبت المنظمات الاقليمية والمنظمات المتخصصة والمنظمات العالمية دوراً كبيراً في نطاق مكافحة الجريمة المنظمة من خلال الاتفاقيات التي ابرمتها او المؤتمرات التي عقدتها وكذلك من خلال التشريعات والقوانين التي اصدرتها الدول لمكافحتها والحد من انتشارها. ومن الجدير بالذكر ان الجريمة المنظمة وردت على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، ومن مظاهرها جريمة غسل الاموال وجريمة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وجريمة الاتجار بالأسلحة وجريمة الاتجار بالأعضاء البشرية وجريمة القرصنة البحرية وجريمة الاتجار بالأشخاص وجريمة اختطاف الطائرات وجريمة الفساد المالي والاداري وجريمة دفن النفايات السامة وغيرها من الجرائم الاخرى التي ترتكب من قبل جماعات اجرامية منظمة لذا اقتصرت دراستنا على خمسة جرائم فقط، وهي الجرائم التي شاع انتشارها بكثرة في الآونة الاخيرة بحيث اصبحت تشكل تهديداً للبشرية جمعاء، والنماذج التي اخترناها هي جريمة غسل الاموال وجريمة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وجريمة الاتجار بالأشخاص وجريمة الاتجار بالأسلحة وجريمة الاتجار بالأعضاء البشرية.