وصف الكتاب:
إن طلب العلاج والتداوي بكل أشكاله سواء بالأعشاب أو بممارسات العلاج الأخرى مطلب إنساني قديم يضرب بجذوره في عمق التاريخ، وقد مر بمراحل عديدة وقام على أسس مختلفة ارتبطت بثقافة المجتمع وعقيدته، وفي الغالب لم تكن هناك أسس أو أصول ثابتة يتم اعتمادها في التداوي، إلى أن ظهر قبل قرنين الطب الحديث كعلم قائم بذاته على أسس علمية تم التوصل إليها بعد تجارب علمية تجري في الغالب على الحيوانات قبل تطبيقها على الإنسان، فأصبح التداوي بالعقاقير والأدوية الكيميائية أو الجراحة أشهر الأساليب التي يعتمدها الطب في علاج الأمراض، وانصرف الناس عن التداوي بالأساليب القديمة إلى اللجوء إلى الطبيب لغرض تشخيص الأمراض ووصف العلاج المناسب لها، إلا انه بعد قرنين من تراجع شعبية وانتشار التداوي بالأعشاب والأساليب الشعبية، عاد الناس إلى التداوي والعلاج بهذه الأساليب، وقد كانت هذه العودة بشكل فاق كل التوقعات، وقد رافق هذه العودة ضجة إعلامية واسعة عن طريق القنوات الفضائية أو الاتصال عبر الهواتف النقالة للحصول على الوصفات الشعبية والأدوية العشبية التي بدأت تباع في الطرقات العامة والمحلات غير المرخص لها. فضلاً عن اقترن تلك الممارسات بالدجل والشعوذة في بعض الأحيان. ونظراً لتنوع طرق العلاج بالطب البديل بشكل لا حصر له؛ لذلك ركزنا في هذه الدراسة على الممارسات الأكثر شيوعاً في مجتمعنا، وهي التعشيب والحجامة والفصد والوخز بالإبر الصينية والعلاج الروحاني والعلاج بالباراسايكولوجي. ثانياً: أهمية الموضوع وأسباب اختياره.