التعويض عن الأضرار الناتجة عن عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية في
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
الحمد لله وحده الذي لايحمد سواه على نعمته والصلاة ولسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله الرحمة المهداة، والنعمة المسداة - صلى الله عليه وأهل بيته وعترته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وعلى أصحابه وأتباعه ومن سار على منوال شريعته واتبع منهاج دينه إلى يوم الدين. وبعد: ابتداءً يمثل جسم الانسان اللبنة الاولى في بناء المجتمعات والذي يعد عنصراً مهماً بالنسبة للشخص نفسه ومجتمعه، فلجسم الانسان حرمة وكرامة يعدان من اهم المبادئ الانسانية التي اكدت عليها الشرائع السماوية، فقد ورد ذلك في قوله تعالى ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ(() سورة الاسراء الآية 70.) وما يؤكد ذلك أيضاً تحريم الاسلام للعبودية والاسترقاق، فقد اعطى الاسلام لجسم الانسان مكانة وحرصاً كبيراً في حفظ النفس وتحريم التعدي عليه فقد ورد في قوله تعالى ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ(() سورة الاسراء الآية 33.), فعلى الرغم من عدم وجود اشارة صريحة في الشرائع السماوية إلى موضوع نقل وزراعة الاعضاء البشرية الا انه يستنبط الحكم الشرعي لها من خلال الرجوع إلى بعض الآيات الكريمة من خلال مفهومها الضمني كقوله تعالى ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ(() سورة المائدة الآية 32.) فضلاً عن الرجوع للقواعد الفقهية التي من خلالها يمكن الوقوف على حكم شرعي يتلائم مع تلك العمليات. حيث أن عمليات نقل وزراعة الاعضاء البشرية كانت معروفة منذ زمن بعيد فلم تكن وليدة عصرنا بل تعود لزمن ابعد من ذلك إذ كانت اول عملية نقل للأعضاء كانت من صنع الخالق حين نقل ضلع سيدنا ادم عليه السلام ليصنع منه حواء، كما عرفها المصريون القدامى ونقلها عنهم فيما بعد اليونان والرومان، وعرفها كذلك سكان الامريكيتين الشمالية والجنوبية وعندما فتح الاوربيون الامريكتين، اما بالنسبة للأطباء المسلمين فقد عرفوا زراعة الاسنان في القرن العاشر الميلادي(() د. سميرة عايد الديات، عمليات نقل وزراعة الاعضاء البشرية بين القانون والشرع، ط1, منشورات الحلبي الحقوقية، بيروت - لبنان، 2004، ص8.). وبحسب ما يرى جانب كبير من الباحثين فضلاً عن اطلاعنا على بعض المصادر أن أول عمليات النقل ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد على أيدي الجراحين الهنود في إصلاح الأذن و الأنف المقطوع و أن أقدم مخطوط هندي تحدث عن نقل الجلد كان مؤرخاً بالقرن الخامس الميلادي و أن الكشوف الأثرية تدل على أن عمليات النقل كانت معروفة عند الفراعنة(() معاشو لخضر، النظام القانوني لنقل وزرع الاعضاء البشرية، اطروحة دكتوراه، كلية الحقوق والعلوم السياسية /جامعة ابي بكر بلقايد /تلمسان، 2015, الجزائر، ص2.), ففي القرن التاسع عشر الميلادي، زاد إهتمام الأطباء وأجريت بعض التجارب على الحيوانات بنقل الجلد والأعصاب و القرنيات و الغدة الكظرية والمبايض، وكذا استئصال كبد قرد وزرعه في جسد انسان وزرع قلب قرد كذلك عند الإنسان وتطور الامر أكثر في القرن العشرين، فبداية التجارب الطبية وتطورها إلى أن وصلت إلى عمليات زراعة الاعضاء كانت على الحيوانات وبعد أن حقق نجاحاً مروراً بمراحل فشل تلك العمليات نتيجة لفظ جسم المتلقي لها وعدم تقبلها.
