وصف الكتاب:
الوَداع .. الحلقةُ العشرون من حكايات لأحفادي -كيفَ أصبحَتِ الجزيرةُ العربيَّةُ بعدَ فتحِ مكَّةَ جدَّتي؟! - في الحقيقةِ كانَ العربُ يراقِبونَ وينتظِرونَ قُريشاً، فهم أَهلُ الحَرمِ، وذَراري إسماعيلَ بنِ إبراهيم. فلمَّا فُتِحتْ مكَّةُ واستَسلَمتْ قُريشٌ، أَدركَ العربُ أنْ لا طاقةَ لهُم بحَربِ محمَّدٍ ?، فجعَلتِ القبائلُ تُرسِلُ وفودَها إلى النَّبيِّ ? للتَّفاوضِ أو لإعلانِ الإسلام، حتَّى سُمِّيَ العامُ التّاسِعُ للهجرةِ عامَ الوفود. سألَ محمَّد: ألمْ تَحدُثْ معاركُ مع المشركينَ بعدَ فتحِ مكَّة؟ - بَلى.. حدثَتْ معارِكُ عِدَّة، منها حُنَينٌ الَّتي كادَ المسلمونَ يُهزَمونَ فيها؛ بسببِ إعجابِهم بكثرةِ عدَدِهم واعتزازِهِم بِقوّاتهم. وتَعرفونَ أنَّ الإنسانَ عندما يطمئِنُّ إلى قُوَّته، يسترْخي وتُفارِقُهُ اليَقظَة.. وهكذا بدأَتِ الهَزيمة. لكنَّ النَّبيَّ ? ثبَتَ ونادى على أصحابِ البيْعةِ تحتَ الشَّجرةِ – بيعةِ الرِّضوان – فانْعطَفوا إليهِ وثَبَتوا حتَّى أنزلَ اللهُ عليهِمُ السَّكينةَ والنَّصر، وفرَّ كثيرٌ من المشركينَ إلى الطَّائف، فتَبعَهُمُ المسلمونَ وحَاصَروا الطَّائف - وكانتْ حُصونُها قويَّةً - فحاصَروهم شهراً، وأهلُ الطَّائفِ يرمونَهم بالنِّبالِ والسِّهامِ، ثمَّ أمرَ النَّبيُّ ? بالانصِرافِ عنْها، وعزَّ على المسلمينَ أن ينصرِفوا قبلَ أن يَفتَحوها، فقَالوا: يا رسولَ اللهِ! أَحرَقَتْنا نِبالُ ثَقيفٍ فادعُ اللهَ علَيهم.. هل تذكرونَ من هُم ثَقيف؟ // قالتْ سارة: إنَّها القبيلةُ الَّتي تسكُنُ الطَّائفَ، وقد حكَيتِ لنا كيفَ آذَوُا النَّبيَّ ? عندمَا ذهبَ إليهم يدعوهُم للإسلامِ. قالَ يوسف: لقد ضَربوهُ بالحِجارةِ حتَّى سالَتِ الدِّماءُ على قدمَيهِ.. إنَّهم يَستحِقُّونَ أن يدعُوَ النَّبيُّ ? عليهم بالهَلاكِ. سألَ عِمرانُ: فهلْ دَعا عليهِمُ النَّبيُّ ?؟