وصف الكتاب:
إن هذه المقدمةَ هي لغرض لفتِ انتباه إخواننا المسلمين القادمين مستقبلاً بأننا نحن المعاصرين لهذه الأزمنة غيرُ راضين عما نحن عليه من هَوان، ونتطلعُ إلى من يستطيع العملَ على مفردات الاختلاف التي تصبغ المجتمعات الإسلامية، لنتمكَّن مرة أخرى من قيادةِ مقود الحياة الذي تولاّه ذات يوم في فاصلٍ زمني ما، بكلِّ روعةٍ ودقةٍ وإبهار، معشرُ المسلمين الأوائل وعلى رأسِهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم. سأحاول أن استقصي ما استطعت من آيات القرآن الكريم التي تبحث في تجارب أهل الكتاب والتركيزَ على السلبيات والنقائص والعيوب التي اصطبغوا بها، أو تَبَنَّوهَا، أو نادوا إليها، وإيجاد العلاقة الظاهرة أو الخفية بين تلك السلبيات والواقع الذي نعيش فيه الآن، والتأكيد على أن ما وقع به الآخرون من سوءٍ أو انحراف قد نقعُ فيه أيضاً بشكلٍ أو بآخر، لأن القرآنَ الكريم لم يك يذكرُ مثالبَهم وعيوبَهم إلا لغرضِ تفتيح البصائر على الواقع الأليم الذي عاشه هؤلاء الكتابيون، من ثم تجنّب وتفادي الوقوع في نفس الملابسات أو الهيئات أو الأسباب المؤدية لذلك، فأرجو ممن يقرأُني أو يقرأ أفكاري أخذَ العلم بأنني لا أعقدُ أوجهَ المقاربة لغرض إثبات المشابهة، وإنما أعقدُها لغرضِ تفادي الوصول إلى المشابهة بأي شكلٍ من الأشكال، ولغرض الترفع والاستعلاء عن كل ما هو من شأنه الاصطفاف والتشبّه مع أولئك المنحرفين المشبوهين من (الضالّين أو المغضوبين..).