وصف الكتاب:
يتناول هذا الكتاب، بالوصف والتحليل، الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في القصيم من وجهة نظر الرحّالة الأجانب الذين قاموا بزيارات متعددة إلى القصيم والجزيرة العربية في أوقات مختلفة، وقد اكتسبت القصيم في كتاباتهم أهمية كبيرة خلال فترة الدراسة التي يحتويها هذا الكتاب، وهو ما أدّى إلى جذب الرحّاله إليها. ولأنه كان مجتمع غريب عليهم أصبحت القصيم من مناطق اهتماماتهم وكتاباتهم التي تميَّزت بالحيادية والموضوعية والدقة العالية. لتلك الأسباب وسواها، تبرز أهمية هذا الكتاب في التعرّف على أسماء الرحّالة الأجانب الذين زاروا القصيم، ومعرفة ما دوّنوه عن أوجه الحياة فيها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي وغيرهما. إن (الرمز) الذي تحدّثنا عنه يُثبت لنا أننا أمام أمّة بارعة في اللغة وفي الأداء، مُدركة لما للغتها من قيمة حيوية وفكرية، فالتزمت بها عبر الأزمنة، مثبتةً إياها عبر مؤلفات امتلأت بها رفوف المكتبات فبقيت شاهدة لهم لا عليهم... من جهة ثانية، كانت مارتا نوسبوم متخصصة في الأدب التراجيدي وفي الفلسفة اليونانية؛ وهو ما أهّلها إلى الخروج عن المنظور الكانطي السائد في معالجة الأخلاق والسياسة. فنحن لم نعد نتوفر على مبادئ متعالية ولا على مقدمات ضرورية وعقلية تساهم في تقويم السُّلوك وتهذيب الأخلاق والتحكم في الانفعالات والعواطف الجيّاشة. غالبًا ما تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ في حياة الإنسان، وغالبًا ما نضطرُّ إلى اتخاذ قرارات صعبة لمواجهة إحراجات الوضع الإنساني. لكنَّ نوسبوم تدعونا إلى التعامل بإيجابية مع هشاشتنا التي ترتبط بأجسادنا الفانية وبحاجتنا إلى الصداقة والحُب. وهي تعتبر أنّ قرارات الحكمة العملية لا تؤدي لزومًا إلى اتخاذ مواقف واضحة ونهائية، بما أنها غامضة في طبيعتها وغير محدَّدة المعالم. لذلك انتقدت نظرية المعرفة الأفلاطونية واستثمرت متون المدرستين الأرسطية والرواقية لمعالجة قضايا الحق والخير والقانون، وفتحت بذلك المجال أمام دراسة حقوق الإنسان على نحوٍ غير مسبوق.