وصف الكتاب:
من يشارك في مجلس الشيخ عبد العزيز التويجري في الرياض أو خلال الزيارات الموسمية له إلى بريطانيا وفرنسا وسويسرا، يتمنى لو أن الرجل –الظاهرة- يسجل ما يقوله على الورق كتاباً يقرأه الناس على مختلف أجيالهم. ومن يقرأ كتاباً ألفه الشيخ عبد العزيز يتطلع إلى كتاب آخر يؤلفه. عمق في التأمل، واستحضار دائم للتاريخ في زمن الكتابة عن أحوال الحاضر، ووجع متواصل في الوجدان يلمسه قاؤئ كتاباته وبالذات من كانت نفسه متعبة روحه مرهقة. وعلى النحو الذي تتفجر فيه المياه فجأة من أرض في صحراء وتتحول هذه إلى واحة، فإن الشيخ عبد العزيز تفجرت الرغبة في الكتابة عنده بعدما كان أمضى أكثر من نصف قرن في الوظيفة قريباً من ملوك الجزيرة، بدءاً من المغفور له الملك عبد العزيز، وشاهداً على المملكة العربية السعودية ومراحل انتقالها وتطورها. وخلال عقدين من الكتابة صدرت للشيخ عبد العزيز سبعة مؤلفات ضمت القليل من الكثير الذي في خاطره وفي وجدانه. وتشكل هذه المؤلفات نمطاً كثير التميز في الكتابة التي هي مزيج من الرؤية الفلسفية والمراثي والوجدانية الفكرية، وهي في معظمها دائمة التحسر على الزمن كثير البهاء الذي مضى والتاريخ كثير التألق الذي كان. وباستثناء الكتاب الأخير له (لسراة الليل هتف الصباح) والذي هو بمثابة دراسة تعكس ملامح من سيرة الملك عبد العزيز، اعتمد فيها الشيخ عبد العزيز بعض الوثائق النادرة، فإن مؤلفاته السابقة كانت عبارة عن رؤى وجدانية وفلسفية خص بالتعاطف والتقدير والإعجاب في الجزء الأوفر من صفحاتها البطلين –الرمزين الحاضرين دائماً في خاطره الأبوان: أبو الطيب المتنبي وأبو العلاء المعري. في كتابه الجديد (ذكريات وأحاسيس نامت على عضد الزمن) يطرق الشيخ عبد العزيز برفق ذاته ويكتب سيرتها متباعداً عن التفاصيل والشخصانية والحديث عن الأدوار والمهمات الجسيمة والدقيقة، مهتماً بالجوهر، وضمن المنهج الفكري نفسه الذي اعتمده في مؤلفاته السابقة: (في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء) و(رسائل إلى ولدي-منازل الأحلام الجميلة) و(رسائل إلى ولدي- حتى لا يصيبنا الدوار) و(حاطب ليل ضجر) في جزئيه، والذي نقده الأستاذان زكي نجيب محمود والدكتور حسن ظاظا... رحمها الله، و(خاطرات أرقتني سراها)، و(أبا العلاء ضجر الركب من عناء الطريق)، وهي المؤلفات التي سبقت كتابه (لسراة الليل هتف الصباح). وكتاب (ذكريات وأحساسيس نامت على عضد الزمن) هو الأول في سلسلة الأعمال الشاملة للشيخ عبد العزيز التويجري.