وصف الكتاب:
نحن بين صخب فاسد للسلطوية الجديدة تنتجه دوائر رسمية ونخب اقتصادية ومالية وإعلامية وحزبية تقبل استتباعها للحكم نظير الحماية والعوائد، وبين نزوع البعض داخل الحركة الديمقراطية المصرية إلى التورط في استدعاء سلطوي ومزدوج المعايير لفكرتي الصدقية الأخلاقية والاتساق الفكري على نحو يمارس ديكتاتورية الرأي الواحد باسم الحق ويرتب رفض الاختلاف باسم الحرية ويحدث باسم العدل ضجيجاً لا ينتهي من المزايدات الفارغة المضمون. تختلط القيم والمبادئ والمفاهيم على الناس، وتتداخل مضامينها لتنفّر الكثيرين من مواصلة الاهتمام بالشأن العام، وتغيب عن الأذهان مقتضيات إخراج مصر من متواليات الاستبداد والإرهاب والتخلف المتكالبة عليها وتضيع تفاصيل الآراء والمواقف وتشوه الهوية وعبر التاريخ. هنا نصبح إزاء مسؤولية عظيمة تتمثل في مقاومة صخب السلطوية الجديدة وضجيج المزايدين دون خوف، وإجلاء المضامين الأساسية لقيم الحق والحرية والعدل ومبادئها ومفاهيمها دون تردد، والتأسيس لوضع مقتضيات مواجهة الاستبداد والإرهاب والتخلف أعلى سُلَّم أولويات الوطن دون مساومة..