وصف الكتاب:
" تبدو الحُروفُ مُتعَبة لا تَقْوَى على لمِّ نفسِهَا .. الضّعفُ وحدَهُ ما يربِكُهَا فلا تنتِظمُ فيها كَلِمَة ولا تنتهي بما صَنَعت سوى بالموت ..! كُلُّ ما فِيهَا يفيءُ إلى الموت .. ولا يجيءُ فجأة ، بل تُمَهَّدُ السُّبلُ نحوَه .. وحدَهُ خالقُك يعلَمُ علامَ العذابُ هاهنا .. وحدَهُ من يأبى ظُلماً .. فلا تطيبُ الْحَيَاةُ إلَّا بِشَيْءٍ من الخوف ولا تُرَوَّضُ لموتِكَ إلَّا بآخرِ مِثْلِه ..! وما الموتُ سِوى انتزاعُ ما تلتذُّ بها الرُّوح .. فلا تذهَبُ بِـكُلِّها وإنَّما تُقَطَّعُ إرَباً .. فتصيرُ الأوجاعُ فيكَ مُحكَمةً لا مناصَ منهَا ولا مِفَرَّ .. لا يوقِفهُ سِوَى انتهاءٌ أبديّ .. طِيلَةَ أيّامِ عيشِكَ يوماً بعدْهُ آخر .. الوقتُ وقتُه .. لا أجَلَ يُحدِّدهُ .. أن تنتَهي قبل أن يجيءَ أجلُكَ الأعظَم .. علَّهُ الموتُ الأكبر ..! ومَا قُرِّرَ لكَ مرَّة وَاحِدَة .. فهو موتٌ أصغر .. يجيءُ مرَّةً وتنتهي القِصَّة .. كُلُّ أمرٍ نخوضُهُ تكرَاراً يصبحُ عَادَة فتتجرَّدُ منه ملامِحُ الدَّهشَة فلا رَهبَةَ تأتي بعدَ أول مَرَّةٍ من كلِّ فِعل .. من تعوَّدَ الموتَ وهوَ يحيا لا تُرهِبُهُ ذائقةُ موت أُخرى .. إلَّا أنَّ الخسارَةَ عُظْمَى .. !"