وصف الكتاب:
الكتاب عبارة عن مقالات شهيرة قد تكون مرت علينا دون أن نقرأها، لأن عجلة الزمن تدور، ونحن فى بعض الأحيان نطير بعيدًا عن الوطن، ومن ثم نفتقد قراءة سطور جميلة قد تنير لنا الحياة دون أن ندرى. ومفيد فوزى إنسان جميل ذو كاريزما عالية فى انتقاء الكلمات البسيطة المختصرة الرنانة التى تدخل الأذن دون ضجيج أو وسيط، وبالتالى تسمعها كأنها أغنية مصحوبة بقيثارة تطربك وتسعدك، ولذلك تجد مفيد فوزى دائمًا يجلس معنا وهو سارح، لأنه ينتقى الكلمة القادمة، وفى النهاية، تجد أنه ينهى الحديث بهذه الكلمات المختارة بعناية. ولم يحصل على الكاريزما فقط من خلال الكلمات، ولكن أيضًا فى اختيار ألوان ملابسه والنظارة التى لا تخفى فرحة عندما يسمع خبرًا جميلاً، أو عندما يحزن لوجود سلبيات يشاهدها أمامه فى المجتمع، أو عندما يحس بعدم وفاء من أحد الأصدقاء، أو عندما يشعر بهضم حقه من أى شخص حتى لو كان أعز أصدقائه. وعندما تنظر إلى غلاف الكتاب، ترى صورته الجميلة كعنوان للكلام المفيد. وسوف تحس أن عينيه تفصحان عما يدور بداخله من أسى بفقدان شريكة حياته الإعلامية المتميزة آمال العمدة. وتتناول مقدمة الكتاب موضوعًا جميلاً جديدًا علينا سواء فى عالم الصحافة الملىء حاليًا بالكتّاب، أو أعتذر بعض الكتّاب الذين يتناولون موضوعات مكتوبة دون علم أو دراسة. ومن أجمل ما قرأت فى هذه المقدمة عندما يقول الأستاذ مفيد: «أعتذر ولا أملك إلا الاعتذار فى زمن داسوا فيه على التسامح وهتكوا فيه عذرية المحبة وأعلنوا وفاة الفروسية. وعندما يلخص لنا فى ثلاثة سطور سبب فشل التعليم منذ أعوام كثيرة ويأتى لنا الحل لأول مرة عندما يعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هذا العام يعتبر عام المشروع القومى للصحة والتعليم. وقد عرف الرئيس مشكلة مصر، ويسعى بجدية لحلها بشكل دائم. وأعتقد أن الحل فى الجملة البسيطة التى كتبها هذا الكاتب العزيز وهو يقول: «اعتذر لشباب الجامعات عن التسطيح»، فالأساتذة مشغولون بالانتدابات، والمدرسون مشغولون بالترقيات، والمعيدون مشغولون بإعداد الرسائل الجامعية، والعمداء عيونهم على الوزارة، لعل وعسى. لا نعرف موهبة مفيد فوزى من الكتابة فقط، بل إن موهبته فى الكتابة ساعدته على إدارة فن الحوار بذكاء شديد، الحوار الذى يقدمه لنا من خلال أسئلة نارية سريعة بعيدة عن التكرار والملل. وأنا شخصيًا أذهب أسبوعيًا إلى آخر صفحة فى مجلة صباح الخير، كى أقرأ إبداعاته المختصرة. وقبل ذلك كان يكتب باسم مستعار هو نادية عابد. وأفتش عن مقالاته فى الأخبار والمصرى اليوم ومجلة روز اليوسف. ومن خلال مقالاته، تحس أنه كاهن يجلس فى قدس الأقداس، لا ليتعبد، بل ليكتب ويقدم لنا إبداعاته المكتوبة فى مقالات جميلة، وكل كلمة فيها تصلح لأن تكون وحدها مقالاً منفردًا، خصوصًا إذا دققنا فى معانى كلمات مقالاته.