وصف الكتاب:
لم يكن عبد الرزاق عبد الواحد شخصاً عابراً في تاريخ العراق؛ فهو ابن مشهدَين حضر فيهما حضوراً مميّزاً؛ الأول مشهد ثقافي، كان فيه «أبو خالد» واحداً من جيل استثنائي اجتمع في مكان واحد وزمان واحد؛ فخطا بالشعر خطوةً نقلته إلى أفق جديد يحضر فيه بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، وسعدي يوسف، ورشيد ياسين. لقد كان بالتأكيد شمساً بين شموس، وعبقرياً بين عباقرة. والمشهد الثاني سياسيّ، جرت خلاله ملاحم كبرى، فكان بعضُها انتصاراً وعمراناً، وانتهى بعضُها الآخر بالاحتلال والخراب. ودائماً كان شاعرنا ملءَ السمع والبصر، وناطقاً رسميّاً باسم الوجدان العراقي. ما يسمُ هذه السيرة أنّها تكشف لنا ثراء تلك الروح وجمالها، وتصطحبنا في أكثر لحظاتها عفويّة. لقد نجح الشاعر غدير الشمري في ترجمة هذه الروح بكل براعة؛ لأنه ينهل منها هو الآخر، وينتمي إلى روح العراق العظيم ونهريَها الخالدين دجلة والفرات.