وصف الكتاب:
قلت له بحدة: «أنا أشبه أمي فقط!». ولا أؤمن بأن «السبعة من طينة واحدة» و«يخلق من الشبه أربعين». عرفتُ بأنني أشبه أمي، عندما داعبت أصابعي قسمات وجهها المليح، الذى تزين أسفله شامة عنبرية، وصار يشبه إناء العسل الصافي. علمتُ أني أشبهها منذ أن توسد رأسي الصغير ذراعها اللين، وصارت لي غيمة محملة بالمطر الوردي، يتساقط رذاذها في حدائق أمي السلطانة. أنا شبيهة أمي فقط، لما وشوشت في أذناي الصغيرتين، بصوتها الهامس الناعم القادم من الجنة بقراءة سورة «الفاتحة»، التي حفظتها في حينها، لأنني كنت أعشق صوتها، وكان ذلك مصدر فخرها. وعلمت إنني مثلها، لما خضبنا أصابعنا بالحناء القرمزية، ورسمنا أقمارا صغيرة جميلة متشابهة في أكفنا. وكانت تشبه وتحضن وجهينا، وأطلقت أشعة من العناقيد النورانية أضيئت حدائقها.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني