وصف الكتاب:
تتعرَّض الأمَّة الإسلاميَّة منذ زمنٍ ليس بالقصير لحروبٍ تُستعمل فيها الأقلام المأجورة والعقول الخبيثة، ممن يدسُّون السُّم بالدَّسَم وهم يدَّعون أنَّهم أصحاب عقولٍ حرَّةٍ وأقلامٍ حرَّة، ولكن لو تتبَّعنا أقوالهم وأقلامهم لوجدنا أنَّهم لا يرون الخشبة في عيونهم أو عيون أعداءِ الأمَّة، ولكنَّهم يرون القذاة المتناهية في الصِّغَر في عيون أبطال المسلمين وعظمائهم، لا يرون الجرائم والإبادات الجماعيَّة التي يقوم بها أعداء الأمَّة، بل يخترعون قصصاً في تاريخ العظماء، ويضعون أحاديثَ ليس لها سندٌ تاريخيٌّ إلَّا في عقولهم العَفِنَة، ويرون الجريمة في تطبيق حدود الله. وإذا كنا في حاضرنا الحاليِّ لا نستطيع التَّصديَ لحروب المدافع والطائرات، فإنَّه لا يزال بيدنا سلاحٌ لا نُعذر في عدم استخدامه، وهو القلمُ والفكرُ واللسان، علَّنا نَبعث من تحت الرماد عمرو بن العاص جديداً، وخالد بن الوليد جديداً، وصلاح الدِّين جديداً، وغيرَهم من عظماء الأمَّة، وما ذلك على الله بعزيز.