وصف الكتاب:
يضمّ هذا الكتاب مجموعة البحوث المقدّمة خلال أعمال المؤتمر الخامس لمركز دراسات المخطوطات الإسلاميتة بؤسسة الفرقان، والذي ساهم بقوة في إضاءة مسالك البحث والتنقيب عن النّصوص النادرة الأساسيّة المعبّرة عن العلم عند المسلمين، وكيف كان مرتكزاً ثابتاً لنقل المعرفة مباشرة، وصياغة معارف العصر الحديث؛ إذ تمّ التركيز على الجهود التي بذلها العلماء المسلمون في إخراج نصوصه محقّقة أدقّ تحقيق، ومعروضة بصيغة تجعل منها إضافة حقيقية للمعرفة الإنسانّية. وقد تناولت بحوث المؤتمر مجال العلوم الرياضية المتعلّقة بكوكب الأرض، وستة بحوث في حقل التّراث الجغرافّي الضابط لصورة الأرض، تبرز جهود العلماء المسلمين في مجالاته التي أنصفها الاستشراق وأولاها كلّ الاعتبار، ونشر نوادره التي قامت شواهد ناطقة على طاقات الاستكشاف والتّحليل، وصفة الأرض وما عليها. كما اتجهت أوراقه لإبراز موضوع علم النبات، الّذي تطوّر على يد العلماء المسلمين، بعد أن استوعبوا التّراث اليوناني، فكتبوا عنه باعتباره مبحثاً لغوياً، أو مبحثاً فلاحياً، أو مبحثا طبياً، ثمّ استقلّ عندهم حتى أصبح مبحثا علمياً قائماً بذاته لذاته، يتجه إلى وصف النبات وصفاً علمياً صرفاً، دون اهتمام بالمنافع أو الفوائد الزراعية. ومع أنّ موضوع الكيمياء الإسلاميّة لم يسجّل تقدماً في دراستها منذ أكثر من نصف قرن، إلا أن المؤتمر لم يغفل هذا المجال. وكذلك الحال بالنسبة لعلم الأحجار، الذي سجّل التراث الإسلامي المخطوط قائمة كبيرة من الأعمال المهمّة التي أنجزت فيه، ومعرفة خواصها ومنافعها وألوانها وصلابتها، ونظام تبلورها، وأسواقها وأسْعارها. يعتبر محتوى هذا السّجل الجامع لأعمال المؤتمر إضافةً جادّةً لتاريخ العلوم الإسلاميّة، ومجلّى معبراً عن عبقريّة الأمّة الإسلاميّة في إبداعاتها الرّائعة، وفي تأصيل قواعد العلم وفتح مغالقه.