وصف الكتاب:
يبحث الكتاب الذى ترجمه إلى اللغة العربية تحسين الخطيب، وراجعه الدكتور أحمد خريس فى الكيفية التي ترسخت بموجبها الفكرة المادية الحديثة، خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر، فيبين كيف أسهم الخيميائيون والكيميائيون فى خطاب التنوير المتعلق بالمادة، وذلك بتعريف بعض العناصر بوصفها طبيعية، وتعريف بعضها الآخر بوصفها مختلفة، أو ربما غير موجودة، وعبر القيام بذلك، ربط بين تغير إبستيمولوجي مهمّ جرى فى الثقافة الأوروبية، وتشكّل نظام الكيمياء الحديث. فحين يعاد تعريف المادة، ومنحها حدوداً جديدة، فإن الأفكار المتعلقة باللامادى، والعالم الروحى، تتغير أيضاً. وعليه، فإن هذا الكتاب يأخذ السجال حول التنوير، الذى كان مقصوراً، فى غالبه الأعم، على حقول معرفية، كتاريخ الفلسفة واللاهوت والفيزياء، إلى ميدان جديد. كما يهدف الكتاب إلى بيان مساهمة الكيمياء فى العمليات الكبرى التي حولت المجتمع الأوروبي خلال أواخر القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر، من خلال توظيف إطار نظرى يسعى إلى استقصاء التأثير المتبادل بين مفاهيم المادية واللامادية، في أوساط ممارسي الكيمياء المتبحرين وأصحاب المعارف الأخرى، المنهمكين في حقل التعدين، مركزًا على السيرورة التاريخية للتأويل الاجتماعي للمعادن، بوصفها عناصر معدنية.