وصف الكتاب:
"ورغم أننا نحتاج إلى التأكّد من ذنبه، لكن لنتجاوز ذلك، ولنقُل إنه مذنب. هل هو مسؤول مع ذلك؟ أشدِّد هنا. هل هو مسؤول؟ حين لا نكلّف أنفسنا عناء الفهم، هل يجوز لنا أن نصدر حكماً بالمسؤولية؟ انظروا إليه. تخيّلوا حياته. ضربناه وطاردناه. وطوال حياته، احتقرناه. لم نعتبره جديراً بالتقدير قط، والآن، نعتبره يستحق المحاكمة! لا، هذا لا يصحّ. لم نُقِمْ له أيّ اعتبار. حاوَلَ بأقصى ما يستطيع أن يعيش على غبائه ويستمرّ مع جميع الضربات التي كالَها الناس له. لذلك، إن لم يكُن يستحق أن يعيش حياة هادئة، فإنه لا يستحقّ أيضاً أن يعيش حياة مجرِم". * * * تروي لنا هذه الرواية القوية حقيقة الطبيعة الإنسانية وعبثية عدالتها، وتدين حماقات الرجال وشرورهم، كما أنها هجاء لمجتمعنا الذي يصبّ جام قسوته على الضعفاء وعلى مَن يفتقدون الكلمات والأساليب للدفاع عن أنفسهم. إنها قصّة تُعيدنا إلى علاقتنا بالآخر، فهو الشرير والمختلف والحيوان هنا. ومن خلال التقسيم المسرحي للرواية، يسلّط الكاتب الضوء على تراجيديا الحياة، مبيّناً أنّ كل شخصية فيها تؤدي دوراً وتمتثل لما هو متوقَّع منها: العائلة المكلومة تحافظ على كبريائها، الشرطة تحقّق، الشعب يطالب بالانتقام، الجلّاد يجهّز أدواته... أمّا القارئ، فيشاهد هذا العرض على مدى خمسة فصول مشوّقة. نتأرجح بين الضحك والحزن والدهشة، ونغلق هذه الرواية الرائعة ونحن نتساءل مَن هو الوحش الحقيقي في الحكاية: الإنسان أم الخنزير. وهنا تكمن متعة القراءة!