وصف الكتاب:
"من حقّي استئصال الشر بدم بارد، الشر الذي يفاقم مقاساة الناس الطيبين. لم تهدئ فوراني، أو تلجم جماحي مئات الكتب التي قرأتها، وأنهيتُ خرسها الماكر بأن جعلتها حطباً للمدفأة، الوحوش لا تقرأ الكتب، ولا تعبأ بفتاويها. استيحاشي أنتم صانعوه. والقوة وحدها هي التي تجلب الحق. هذا الحق الذي سُلب مني، في أن أحيا سعيداً. أأكشف لكم أيها الفضلاء السر وراء هذا الجنوح المسعور الذي أعتبره بطولة في عالم خلو من الأبطال؟ لا يليق بي فعل ذلك، فلست في مأمن من الشماتة، شماتة أولئك الطاهرين المزيّفين، المستمرئين الرؤية من ثقب الباب للسطو على الأسرار الغافية... هل نفد صبركم بعد تلكُّئي في فتح الصندوق العجيب؟ أنا الآن في الضيعة التي توجد في اللامكان. ضيعة "عشّ الطائر المتوحِّد"، بعيداً عن مرماكم، لغتكم، أحلامكم، أوهامكم. إنكم ضوارٍ تخفي أنيابها ومخالبها تحت قناع، ألا تعرفون أن من جملة الوصايا التي أسير على هديها: كُن صلباً قاسياً، واحذر الشفقة. صحيح، أكيد أن لا مكان هنا، في هذا العالم الشرس للإنسان الناعم، الشفوق، الدامع العينين دائماً، المرتجف الفؤاد الذي ينقاد إلى الهوة بكلام في حلاوة العسل".