وصف الكتاب:
تُعدُ الخطابات السياسية من أكثر أدوات الزعماء والقادة في إعلان المواقف، خاصةً في وقت الأزمات، ورغم أن هؤلاء الزعماء والقادة يمكنهم تحديد مواقفهم عبر بيانات تُذاع لشعوبهم، إلا أنهم يؤثرون إلقاء خطاباتهم صوتًا وصورةً حتى تتفاعل معهم الشعوب، وحتى يؤتي الخطاب ثماره من حيث التأثير، ويحفل التاريخ بخطابات لزعماء وقادة لا تزال ماثلةً في ذاكرة العالم، ويتم استدعاؤها، من حين لآخر، خاصةً في الأزمات والمواقف والأحداث الكبرى التي يمر بها العالم، للقياس عليها، أو استخلاص الحكمة منها، أو للمقارنة بينها وبين خطابات أخرى آنية لزعماء وقادة، في أحداث مشابهة ، لبيان الفارق بين توجهات وردود أفعال هؤلاء وأولئك، فالخطاب عنوان صاحبه، وحامل رسالته لشعبه أو للعالم ، وخير تجسيد لشخصية صاحبه وسماتها وقدرتها على التأثير، ولكن مثلما أن هناك خطاباتٍ عظيمةٍ، هناك أيضًا خطابات من أسوأ ما يكون، ولكن بسبب حجم التأثير الذي أحدثته هذه الخطابات، فإن التاريخ سجل النوعين من الخطابات السياسية، باعتبار كل منهما لن يُمحى من الذاكرة، وربما لأجيال عديدة مقبلة، وسواء انتهت كلماتهم بتصفيق وهتافات مؤيدة، أو نوبات غضب عارمة من الجماهير، فقد شكلت خطابات الزعماء والقادة كثيرًا من الأحداث المهمة في تاريخ العالم، وترجمت أحداثًا اجتماعية وسياسية وعسكرية كبرى، ورسمت معالم حروب وثورات، وأيضًا بعضها انطوى على فضائح ومهازل سياسية،وفي هذا الكتاب سنتناول أشهر الخطابات السياسية التي خلدها التاريخ، وأصبحت لا تنسى، وجزءًا من الإرث السياسي العالمي، لا تنسى لعِظم تأثيرها، وما صاحبها من ردود أفعال هائلة، هذا الكتاب يؤرخ لأحداث كبرى هزت العالم من خلال خطابات زعماء وقادة ورؤساء، ورؤساء وزراء، ومسؤولين كبار، بعضهم أصاب، وبعضهم أخطأ، لتبقى الخطابات عنوانًا كبيرًا لشخصيات أصحابها .