وصف الكتاب:
لماذا الثلاثيات ...؟ الثلاثياتُ من ثلاثة . وهذا الكونُ الكبيرُ الذي نحيا فيه يتألف من ثلاث : السماءُ والأرضُ والبحار . وآلهة البابليين العظيمة هي الأخرى ثلاث : (آنو) إله السماء ، و(بَعْلُ) إلهُ الأرض ، و(أيا) إله المياه والغَمْر. والرقمُ ثلاثة في الديانة المسيحية يرمز إلى الثالوثِ المقدس : الأبُ والابنُ والروحُ القدُسْ . وإلى هذا العدد أيضاً يقول بلزاك : إن العدد ثلاثة علامةُ الخلق ، وهو عددٌ يُعْجِبُ الله !! ومما قاله أبو الليث رحمه الله تعالى في تفسيره لمعنى اليقين أنه على ثلاثة أوجه : يقينُ عيان ، ويقينُ خبَرْ ، ويقينُ دلالة . فأما يقينُ العيان فإنه الذي يتأتى من رؤية الشئ ، فإذا رأى الرجل شيئاً زالَ الشكُّ عنه في ذلك الشئ . وأما يقين الدلالة فإنه الذي يصاحبُ رؤية الرجل دخاناً يرتفعُ من موضع ٍما ، الأمر الذي يعني وجودَ نار وإن لم يرها . في حين أن يقين الخبر يتأتى من علم الرجل باليقين أن في الدنيا مدينة يقال لها القدسُ وإنْ لم ينته إليها . فهنا يقينُ خبر، ويقينُ دلالة في الوقتِ نفسه ، ذلك لأن الخبرَ يصيرُ معاينة عند رؤية المكان .