وصف الكتاب:
أصارح القارئ منذ فاتحة الكتاب، بأنه مقبل على صفحات لم تكتب للتسلية واللهو، لكنه إن صادف في دراسته للكتاب شيئًا من العسر والمشقة، وبخاصة في الفصول التي تناولت فن التحليل الفلسفي، وهي الفصول الثلاثة الأخيرة، فأملي أن يجد بعد ذلك جزاء ما تكبّد من مشقة وعسر، وجزاؤه هو أن يُلِمَّ بِطَرَفٍ رئيس هامٍّ من التفكير الفلسفي المعاصر؛ لعله بذلك أن يشارك أصحاب الفكر في عصره تفكيرهم، وتلك هي الوسيلة التي لا وسيلة سواها أمام الإنسان ليحيا في العصر الذي أراد له الله أن يعيش فيه. هذا هو الكتاب الذي أقدمه للقراء عامة، وللمشتغلين بالدراسات الفلسفية بصفة خاصة، والأمل يحدوني في أن يجيء عاملًا متواضعًا من جملة العوامل الكثيرة التي تُؤثِّر في توجيه الفكر العربي. وسأعُدُّ القارئ صديقًّا إن أيَّد وجهة النظر التي عرضتها في الكتاب،أو عارضها؛ لأنه في كلتا الحاليْن سيخرج متأثرًا بما قرأ