وصف الكتاب:
بعد هذه الرحلة مع شعراء الغزل العذري واستعراض شعرهم وتلمس الصدق الفني فيه توصلنا إلى أن صدق التجربة وصدق المقال أو صدق المشاعر ليس بالضرورة أن يكون الشاعر أو الاديب قد خاض تجربة في ذلك...فسمو المشاعر والشعور بالآخر والإحساس المرهف يجعل الشخص تتوارد الخيالات والصور في ذهنه وكأنه قد خاض التجربة بنفسه عن مشاهدة وعيان..وهذا الحالة لا تأتي إلا لمن سمت روحه ورق طبعه ورهف حسه فيرتقي في مراتب الإنسانية التي تشعر بكل الوجود..وعرجنا القول في استعراض لاقوال القدماء من النقاد والمحدثين في قضية الصدق الفني وكيف تعاملوا معه وأين أخفقوا وبما أصابوا به في ذلك..وكان استعراض القصائد لنماذج مختارة فهي كثيرة جدا ً ويطول المقام إن وقفنا عليها كلها...فوجدنا عذوبة الشعر الغزلي العذري عند شعرائه وهم يمسكون زمام قيادته..فقد عاشوا لحظات حياتهم بكل صدق ومعاناة وما يرافقه من حزن وألم..وكبت وبوح..ويأس وأمل..يجل عن الوصف ووصفوه لنا واستشعرنا ذلك في شعرهم...ولعل ما يلاحظ على شعرهم توارد ألفاظ البكاء والدموع..والسهر ومناجاة الليل..واليأس من كل فرح..والغربة والوحدة التي يعيشها. وتمني لقاء الحبيبة..السفر وترك ديار الحبيب وغيره ذلك مما سجلوه لنا ولمسناه في قصائدهم...والأمر يبقى كما ذكر شعور القاريء وما يستشعره في تلك القصائد الغزلية العذرية التي وصلت إلينا في دواوين الشعراء...وهي دراسة تبقى مفتوحة الأبواب لمن أراد أن يستعرض في ذلك ويجعل الدارسين والباحثين يلموا بتلك القضايا المهمة في النقد لإظهار الجوانب الفنية والصور الشعرية والخيال في ذلك يعانق الأمل المنشود للظفر بتلك الحبيبة التي سكنت واستوطنت في روحه وقلبه للأبد.