جدلية السلطة والمعارضة السياسية في تونس

• سنة النشر: 01 Jan 1970.
• عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
• تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

تعبر العلاقة بين السلطة والمعارضة في كل مكان وزمان عن مستوى الحياة السياسية وعن خصائص المجال السياسي لأي دولة، فوجودهما يمثل السير الطبيعي للدولة من خلال المحافظة على توازن النظام السياسي ،إذ فجدى الصراع الديمقراطي بين السلطة والمعارضة قائم على تبادل الأدوار دون أن يقصى أي طرف منهما من الحياة السياسية .فالسلطة بنفيها للمعارضة هي في ذات الوقت تنفي ذاتها، فهذه الأخيرة أهم وأقوى مصدر للسلطة السياسية والعكس صحيح. وفي الدولة التونسية، نجد الثابت تاريخيا أن اللحظة ذاتها التي عرفت فيها تونس بداية التأسيس لدولة الاستقلال، عرفت فيها كذلك تشكل النواة الأولى للمعارضة، حيث اعتمد الرئيس الحبيب بورقيبة على آليات تناقضية من خلال تحديث الأنماط والبنى الثقافية والاجتماعية والسياسية المستوحاة من الفكر التحديثي الكولونيالي، وهو ما عمق من حدة الصراع ما بين الطرفين، خصوصا في ظل اختلال التوازن المعنوي والمادي ما بينهما. ولقد تعقدت أو بالأحرى تأزمت العلاقة بين السلطة والمعارضة أكثر في زمن الرئيس زين العابدين بن علي، الذي قدم نموذجا جديدا للاستبداد يتجاوز القانون علاوة على الأشخاص.، مؤسسا لركائز جديدة للسلطة ممثلة خاصة في الزبونية السياسية، والبوليس السياسي ،إلى أن جاء الفعل الثوري الذي أزاح أشكال الظلم والقهر، وبذلك دخلت الدولة التونسية في مرحلة جديدة لم تعهدها من قبل حيث انقلبت فيها الموازين، وتغيرت المعادلة تغييرا ثوريا مما تسبب في إلغاء أحد طرفي المعادلة والممثل في السلطة السياسية وحلت محلها المعارضة ممثلة في حركة النهضة التونسية ... كما مرت تونس بأوضاع سياسية واقتصادية وأمنية... كان لها عدة تداعيات على هبية الدولة داخليا وخارجيا. The relationship between the authority and the opposition in every place and time reflects the level of political life and the characteristics of the political sphere of any state. Their presence represents the natural course of the state by maintaining the balance of the political system. The democratic conflict between the authority and the opposition is based on the exchange of roles without any side Of the political life. The authority of exile to the opposition is at the same time denies itself, the latter is the most important and most powerful source of political power and vice versa. In the Tunisian state, it is historically clear that the very moment that Tunisia was the beginning of the establishment of the independence state, also known as the first nucleus of the opposition, President Habib Bourguiba relied on contradictory mechanisms by modernizing the cultural, social and political patterns and structures inspired by the modernist colonial ideology. Which deepened the conflict between the two parties, especially in light of the imbalance of moral and material between them. In the era of President Zine El Abidine Ben Ali, a new model of tyranny beyond the law as well as people, the establishment of a new pillar of power, especially in political zealotry and the political police, was complicated or rather complicated by the revolutionary act that had been removed The Tunisian state entered into a new phase that had not been committed before, where the balance was reversed. The equation changed dramatically, causing the cancellation of one of the parties to the equation and the representative in the political authority. The opposition was replaced by the representative of the Tunisian Renaissance Movement. s Political, economic and security ... it had several repercussions on the internal and external prestige of the state.