وصف الكتاب:
الهوية بوصفها مفهومًا له دلالته اللغوية واستخداماته الفلسفية والاجتماعية والنفسية والثقافية، قد استخدم في مجالات مختلفة للإشارة إلى الهوية الفردية، أو هوية الأنا، والهوية الجماعية، والهوية العرقية، والهوية الثقافية( ). وموضوع الهوية من الموضوعات التي تثير الجدل والبحث، فهو موضوع مهم في حد ذاته فيما يتعلق بتوصيف الشعوب، والتمايز بينها وبين الأمم، والهوية هي في كلمتين: "أنا والغير" أو "نحن وهم"، وهى بأسلوب آخر "الحديث عن التمايز"، ماذا يميز البشر بعضهم عن بعض. ماذا يميز الشعوب أو الأمم؟ فالهوية هى حقيقة إدراكية، إذ هي إدراك ووعي، ماذا يعرف الناس عن أنفسهم وماذا يعرفون عن الغير؟( ). والحديث عن الهوية المصرية، بوصفها أحد محددات مفهوم الوطنية، يتطلب تحديد خمسة أبعاد هي: الهوية الوطنية، والهوية القومية، والهوية الأفريقية، والهوية الإسلامية، والهوية الدولية( ). ويركز هذا الكتاب على الهوية الوطنية التي هي "الذات كما تنشأ في إطار حضاري بعينة، مرتبط بموقع جغرافي محدد"( ). والأساس العلمي للهوية الوطنية من حيث تكوينها هو تخليق منظومة الأنا أو الذات في سياق المجتمع المصري. وتتعدد أشكال الهوية وأحيانًا تمتزج هويتان أو أكثر. والهوية الوطنية لا تعتبر شيئًا منفصلاً عن الأشكال الآخرى للهوية، فهي تتشابك بطرق متنوعة، والطرق التي يتم من خلالها التشابك تكون في الأساس جغرافية، وعملية الهوية الوطنية هي تعريف من "نحن" من خلال التعريف بالآخر( ). وتتعدد مؤشرات الهوية الوطنية، التي تتمثل في الانتماء، والبعد المعرفي، والنظرة للذات، والإحساس بالاختلاف، والحنين للوطن، والمضمون السياسي( ).