آخر أيام البشير : الثورة.. المرحلة الانتقالية
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
كانت ثورة السودان ديسمبر 2018 بداية مرحلة جديدة من حركة احتجاج واسعة، اعتبرها البعض موجة جديدة من الثورات العربية، ومع التسليم بأن أسباب الثورات متشابهة، إلا ان ثورة السودان لها خصوصيتها فهي نتاج انتفاضة طويلة، خاضها الشعب السوداني منذ سبتمبر 2013، وهي نتاج تراكمات الاحتجاج والعمل المشترك بين القوى السياسية والنقابية، وخبرات الشعب السوداني المتفردة. استمرت قوى الحراك وجموع الشعب السوداني في التظاهر وتقديم التضحيات ما يقارب العام، ومرت الثورة من مرحلة الاحتجاجات الشعبية في ديسمبر 2018 إلى إسقاط رأس النظام عمر البشير خلال أبريل 2019، ثم طالب المحتجون بحكم مدني خلال المرحلة الإنتقالية، مما خلق صراعا بين قوى الاحتجاج والمجلس العسكري، أسفر عن إقرار وثيقة الاعلان الدستورى التى تحدد أسس الانتقال إلى الحكم الديمقراطي وآليات تقاسم السلطة بين المجلس العسكري والمعارضة المدنية، تمثل المرحلة الثالثة للثورة وما تحملها من آفاق وصراعات متعددة الجبهات وسيناريوهات متنوعة أيضا حسب موازين القوى. حاول الكتاب عبر فصوله تناول تاريخ الحركة الاحتجاجية السودانية وتحليل أسبابها والتعريف بقواها، مستعينا بالرؤي النظرية التي تشتبك مع فصول الحركة الاجتماعية في السودان قبل الثورة بخمس سنوات، ثم تتبع الكتاب مراحل الثورة وتفاصيلها، وعرض أهم منطلقاتها ومحطات الصراع بين نظام البشير والقوى السياسية، وكذلك أوضح أزمة النظام والمجتمع وطبيعة القوى السياسية وموقفها من التغيير السياسي من خلال الفصلين الأول والثاني، بينما تناول الفصلان الثالث والرابع أزمة النظام والمجتمع على المستوى السياسى والاجتماعي والاقتصادي، بما فيه قوى النظام وأجهزة الدولة، وخصص الفصل الخامس لصيرورة الثورة ومراحلها من الاحتجاجات الى الانتفاضة الطويلة ثم مرحلة التفاوض من أجل اقرار الوثيقة الدستورية وبدء المرحلة الانتقالية، ووضع تصورات لمستقبل الصراع السياسى فى ضوء موازين القوى، بينما خصص الفصل السادس والأخير لموقف قوى التيار الاسلامي كقوى معارضة محافظة تناهض الحكومة الانتقالية وتحاول عرقلتها وتسعى الى استغلال أى اخفاق مستقبلى للمرحلة الانتقالية لتعود للمشهد السياسى. حاول الكتاب عبر فصوله، تقديم رؤية تحليلية لمنطلقات الثورة، ودور القوى الاجتماعية والسياسية في التحضير لها، بوصفها عملا تراكميا، فلا تولد ثورة من فراغ، فأزمات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تشابكت مع أزمة النظام داخليا وهكذا فإن رؤية الكتاب تقوم على أن ثورة السودان ليست منقطعة الجذور ولا مفاجئة، ولا هي ترف، ولا مؤامرة كما يحلو القول للبعض، ولعبت مكونات الشعب السوداني دورا بطوليا في التواجد في الميادين ورفع الشعارات ومواجهة قوى الثورة المضادة. ولدت ثورة السودان من قلب المعاناة والتمييز والظلم الاجتماعي وإخفاق النظام في القيام بأدواره المتعددة، وتعرض الكتاب أيضا لمواقف القوى الإقليمية والدولية من ثورة السودان في مراحلها المختلفة كما وضع الكتاب تصورات مستقبلية للحراك ومواقف القوى السياسية السودانية. لقد حاولنا بقدر الممكن وضع تحليل موضوعي عبر المتابعة الدقيقة لمراحل الحركة الاجتماعية، وتقاطعاتها السياسية والاقتصادية والأمنية، ومعايشة بعض قوى الثورة وإجراء المقابلات وعقد جلسات نقاش متعددة لكى نرى المشهد السوداني من زوايا مختلفة، كما استعنا برؤي نظرية وكتابات وأبحاث سابقة، حاولنا قدر الامكان وحسب ما توفر من وقت، أثناء الثورة أن نقدم هذا العمل للباحثين والجمهور العربي ولأبطال وبطلات التغيير في السودان، ودول عربية أخري، ونتقدم بالشكر لكافة الأصدقاء وكل من قدم العون وابدي تعليقات حول مسودة النص، هذه صورة لثورة السودان التي ستكون علامة على طريق التغيير وتجربة تستحق مزيد من الجهد والدراسة والمتابعة من كتاب وباحثين آخرين.
