وصف الكتاب:
سينما "ميم" في هذه المجموعة، الخامسة له، نشعر بأنّ للقاص "محمد علوان جبر" مراداً خفيّاً ذكيّاً = تقديم كتاب قصصي ذي متوالية موضوعية ذات عنوان جامع: الرحلة العجيبة للسيد ميم. إذ أنّ هذا السيد، أيِ الخبير القضائي في القصة الثامنة، قد (استدعى أبطال أفلام الكاوبوي واحدا واحدا). إنّه أحد المحتفين بـ(سينمات منحتنا البهجة)، هنا: الاهداء، كـ: سينما الحمراء، آخر فقرات النص التمهيدي، حيث (قرر الصبي أن يعبر سياج المدرسة) لأجلها: شاهد فيلمها، لساعتين، فراح (يقلد الفتى الوسيم الذي هيمن على الشاشة العملاقة ... وهو يرتدي قبعة وبنطال "كاوبوي" عريضا). كأنّه الولد الوقح، في قصة: آذار بات بعيداً، حين رأى الفارس الإمام (يمسك لجام الحصان الأبيض بثقة).. أو الصغير الشقي، في قصة: خطوات الكنغر، حين هوِس بـ(السكين الكبيرة التي تمسكها أمه في المطبخ).. كأنّما كبر، بعدما طعن زوجها، فصار طالب ثأر، في قصة: الدخان، ممّن دمّر حياته، حينما كان طالباً جامعيّاً، وها هو الآن، بعدما التقاه مصادفة، يتحفّز لقتله طعناً: (أُحدق في السكين التي يمسك بها صاحب محل الشواء ... كانت سكينا كبيرة وضعها الرجل على المائدة القريبة مني ... فكرت في أن أخطفها وأغرسها في جسد الشبح العملاق). كلُّ هؤلاء "ميم"، سبباً و/أو ناتجاً، كذلك آخران جليّان: فثمة "محمد"، في قصة: لم يعد يعرف أحداً، حيث ينفي مُقرِّرا (لست فوزي.. يبدو أنك تخلطين بيني وبين شخص آخر يدعى فوزي! أنا محمد).. وثمة "م.ع.ج"، في قصة: الطريق إلى القرية، حيث يُقرِّر مُقرّاً (أنا الجندي المكلف الاحتياط "م.ع.ج" ... أعلن لكم أولا عن الخطأ الكبير الذي حصل ... عن الأشياء القبيحة التي حدثت). أمّا الآخرون، في قصص: تدرّجات لونية/ جائزة الأحلام الكبيرة/ نصب الحرب الأولى/ الغرفة رقم 22/ قميص أزرق بنجوم كثيرة/ بندول الظهيرة، فإنّهم أيضاً السيد "ميم" من خلال السينما: بنياتها الدرامية، بعد العرض ثم النمو، وتقنياتها الحركية، سيما المَنتَجة منها، وجمالياتها الايحائية، حدَّ الاذهال، وثيماتها الحياتية، المتواترة، فضلاً عن تواشجٍ مكين للسرد بالوصف.