وصف الكتاب:
رحلة عمر للكاتب عبد الله الصالح، هو عبارة عن محطات روائية يحتوي في ثناياه وقائع حقيقية ليس من نسج الخيال. في محطته الأولى "طفولة عند خط الفقر والتخلف"، يتحدث الكاتب عن حال الإنسان المطحون بسب الحربين العالميتين، حيث أصبح أسير العيش الصعب ومرارة الجوع والتخلف والفقر، في الحي يضج بالأصوات وترتفع فيه أصوات العاطلين عن العمل في الطرقات وتمتلأ الشوارع بالدواب التي تستخدم من أجل كسب لقمة العيش، وتكثر الأزقة الملتوية كالثعابين والحفر التي تُجمع فيها مياه المطر ممزوجاً بالفطريات والحشرات، ذلك الحي العشوائي الحقير في الركن البحري الذي أطلق عليها مجازاً "مدينة الأحلام" القابع على ساحل بحري مياهه تسر الناظرين إليه، في هذا الحي ولد فارس الذي يقطن مع أسرته التي يتجاوز عددها العشرين فرداً. يحكي فارس عن حياته مع والده و والدته وعن الأشياء المتعلقة في الدين الإسلامي والمسيحي الموجودة في ذلك الوقت، وعن حالهم وحال الناس الذين يعيشون قانعين وراضين بحالهم، فهم يشعورون بأن الحالة التغيرية آتية، لديهم أمل وأحلام منتظرين الفرج الموعود. في المحطة الثانية "الطريق إلى الكُتّاب زمن الحرب"، يتحدث الكاتب عن ما آلت إليه الحرب العالمية الثانية ونتائجها بعد أن وضعت أوزارها من قتلى و فقر وجوع، ويحكي عن فارس الذي يتعلم القرآن وأساسيات الحساب والقراءة والكتابة في الكُتّاب ويعرض على أسرته أن يكمل تعليمه في المدارس الحكومية، تاركهم في ذهولٍ بعد سماعهم رغبته بسبب ظروف الحرب، التي يؤيدها الملا صالح شيخ الكتاب ويخبر والديّ فارس أنه قد أنهى تعليمه في الكتاب وعليه أن يكمله في مدرسة حكومية. أما المحطة الثالثة "إبليس يسرق مدينة الأحلام"، فتحكي عن المستعمر الذي جاء طامعاً في إمارة الأحلام ونفطها، لينشر مبانيه وشركاته في هذه المدينة، كما تمددت سيطرته إلى قطاع التعليم فيدمج بعض المدارس مع بعضها ويجبر الطلاب على الإلتزام بزيٍ أشبه بالزي العسكري. تتوالى محطات الكاتب في حياتي فارس محطة تلو الأخرى، من محطة المدرسة التي كانت منبراً ثقافياً سياسياً، إلى محطة رحيل فارس من الحي القديم إلى ضاحية نموذجية، ثم الانتقال إلى دولة برنس أم الدنيا لتلقي التعليم في جامعاتها، إلى تحقيق حلم مولد الاستقلال لإمارة الأحلام، ثم البحث عن شريكة حياة من بلده وحبه له، ثم عودته لوطنه مع شهادتةٍ جامعية في علم الإجتماع السياسي وبده في البحث عن ذاته لإيجاد عمل مناسب، إلى محطات أخرى كثيرة عبر قطار العمر حتى النهاية.