وصف الكتاب:
نبذة الناشر: لا يمكن التفكير في العلاقة بين الثقافي والسياسي بإستحضار مبدأي الأولوية والتميز، بل إن ما ينبغي عدم إغفاله في بناء هذا التصور هو النجاعة التاريخية والنجاعة النظرية داخل التاريخ، وعند التسليم بهذا، يصبح بإمكاننا أن نفهم بصورة تاريخية وجدلية أشكال التقاطع القائمة بين المجالين، كما يمكن أن نستوعب أهمية الإسناد المتبادل، الذي تترتب عنه في ظروفنا التاريخية الراهنة، أهمية مواصلة التفكير في كيفيات بناء نقط اللاعودة في مجال ترسيخ الحداثة، وتعميم الوعي برؤيتها التاريخية والنسبية للحياة وللعمل السياسي داخل مجتمعنا. انخرطنا منذ سنوات في مواجهة أسئلة الراهن العربي، بطريقة نرى في الثقافة والسياسة فضاء موحداً ومتكاملاً، يصعب فيه إستبعاد تأثير كل منهما في الآخر، رغم كل الخصوصيات التي تفرق أو تجمع بينهما. ولهذا السبب، فكرنا في كثير من الإشكالات التي يطرحها كل منهما، بصورة تنحو نحو إرادة تُقِرَّ بإستحالة الفصل بينهما.. ومن الباب الأول العرب في عالم متغير إلى الباب الثالث في موضوع اليسار وقضاياه، ومروراً بمآلات الإسلام السياسي وقضايا التحديث والدمقرطة في البابين الثالث والرابع، واجهنا أسئلة متشابهة، بؤرتها المركزية التفكير في سبل تجاوز التآخر التاريخي العربي، وتجاوز الإرتباك الذي يحدد أبرز سمات المشهد السياسي العربي، كما حاولنا إبراز أهمية مواصلة الجهود الفكرية والسياسية، الرامية إلى مزيد من توطين قيم التحديث وترسيخها في مجتمعنا.